أعراض تسوس الأسنان: كيف يحدث وأنواعه ومستوياته

أعراض تسوس الأسنان هي من الأمور التي يجب أن نكون على دراية بها للحفاظ على صحة فمنا وأسناننا. في هذا المقال، سنستعرض أعراض تسوس الأسنان وكيف يحدث هذا التسوس، بالإضافة إلى الأنواع المختلفة للتسوس ومستويات تقدمه.

أعراض تسوس الأسنان

إن التعرف على أعراض تسوس الأسنان في مراحله الأولى مهم جدا، لأن المعرفة المبكرة بالتسوس تجعل العلاج فعّالا وميسرا. لهذا السبب من المهم جدًا الإلمام بتلك الأعراض، الموضحة كما يلي:

❶ ظهور بقع بيضاء وبنية أو سوداء على سطح الأسنان

ظهور البقع على سطح الأسنان يُعد من أعراض تسوس الأسنان المبكرة ، ويُمكن أن يُشير إلى بدء تدهور صحة السن. تتنوع هذه البقع في اللون، بدءًا من الأبيض مرورًا بالبني وصولًا إلى الأسود، مما يعكس مراحل التسوس المختلفة.

فعلى سبيل المثال، تظهر البقع البيضاء كأولى علامات تسوس الأسنان، ناجمة عن فقدان المعادن من طبقة المينا، الطبقة الخارجية الصلبة للسن، وعلى الرغم من أنها قد لا تكون مؤلمة، إلا أنها تُنذر ببداية تآكل المينا

. ومع تقدم التسوس، قد تتحول هذه البقع إلى اللون البني أو الأسود، مما يدل على تعرض المينا لضرر أكبر واختراق التسوس لطبقات أعمق من السن، وغالبًا ما تكون هذه البقع الداكنة مصحوبة بألم عند تناول الطعام أو الشراب نتيجة تكوين التجاويف.

❷ حساسية الأسنان عند تناول الأطعمة

تُعتبر حساسية الأسنان عند تناول الأطعمة أو المشروبات الساخنة أو الباردة أو الحلوة من أعراض تسوس الأسنان المبكرة ، وهي تشير إلى وجود مشكلة في طبقة المينا. علاوةً على ذلك، قد يلاحظ الشخص تغيرًا في الإحساس عند تناول الأطعمة، مثل الشعور بالوخز أو الألم، خاصةً عند تناول الأطعمة الحلوة أو الحمضية، مما يدل على تقدم حالة التسوس.

❸ رائحة الفم الكريهة

تنجم رائحة الفم الكريهة عن تكوّن البكتيريا والجراثيم في تجاويف الأسنان المتضررة، حيث تتغذى هذه الكائنات الدقيقة على بقايا الطعام وتفرز غازات ذات رائحة نفاذة، وقد يتفاقم الأمر بتكوّن الصديد والالتهابات، مما يزيد من حدة الرائحة الكريهة، وفي حالات تقدم التسوس، يمكن أن يؤدي إلى تلف اللب السني والأنسجة المحيطة، فينتج عنه رائحة فم شديدة الكراهية.

❹ ألم في الأسنان بمختلف مستوياته

يعد ألم في الأسنان بمختلف مستوياته من أعراض تسوس الأسنان ، وينشأ عند تآكل المينا - الطبقة الخارجية للسن- ، وتغلغل البكتيريا إلى الطبقات الداخلية الأعمق، وعلى الرغم من أن الشخص قد لا يشعر بألم في البداية، إلا أنه مع تقدم التسوس وامتداده إلى العاج- الطبقة التي تضم الأعصاب والأوعية الدموية- يبدأ الألم بالظهور.

هذا الألم قد يتخذ شكلًا حادًا أو مزمنًا، ويتفاقم عادةً عند تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة أو الحلويات، وفي الحالات المتقدمة من التسوس، يمكن أن يتسبب في تكوين خراج يحتوي على صديد نتيجة العدوى، مما يؤدي إلى ألم شديد وقد ينجم عنه تورم الوجه والحمى

❺ ثقوب أو تشققات في الأسنان

تُعد الثقوب أو التشققات في الأسنان من العلامات  والأعراض الواضحة لوجود تسوس، والذي ينشأ عندما تتراكم البكتيريا وتشكل طبقة البلاك، محولةً السكريات في الطعام إلى أحماض تآكل المينا، الطبقة الخارجية الصلبة للأسنان.

 ومع تقدم التسوس، تتوسع هذه الثقوب لتصل إلى العاج، الطبقة التي تحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية، مما يسبب الألم والحساسية معًا، وإذا لم يتم علاجها، فإن الثقوب قد تتعمق أكثر لتصل إلى لب السن، مما قد يؤدي إلى التهابات وخراجات ومضاعفات أخرى

❻ الصعوبة في المضغ أو الأكل

يُعزى الشعور بصعوبة في المضغ إلى الألم أو الحساسية الناتجة عن التسوس، وهذا الألم، الذي قد يكون حادًا أو مزمنًا، يميل إلى التفاقم عند تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة أو الحلوة؛ وفي بعض الحالات، يمكن للتسوس أن يؤدي إلى تكوّن خراج يسبب ألمًا شديدًا، مما يزيد من صعوبة المضغ.

❼ تورم اللثة

ينجم تورم اللثة عادةً عندما يتقدم التسوس ويصل إلى العاج وربما لب السن، مما يؤدي إلى الالتهاب والعدوى، وبالتالي يسبب تورمًا في اللثة؛ هذا التورم قد يكون مصحوبًا بألم ويظهر بلون أحمر داكن، ويمكن أن يؤدي إلى نزيف اللثة بسهولة عند تنظيف الأسنان.

ومن الجدير بالذكر أن تورم اللثة قد يكون أيضًا علامة على وجود التهاب اللثة، وهي حالة يمكن أن تحدث بشكل مستقل عن تسوس الأسنان، لكن وجود التسوس قد يفاقم منها؛ لذا، من المهم معالجة كل من تسوس الأسنان والتهاب اللثة لمنع تطور المشكلة والحفاظ على صحة الفم والأسنان.

❽ ظهور الخراج

يُعد الخراج من أعراض تسوس الأسنان الشديدة ، ويُعتبر مؤشرًا على وجود عدوى بكتيرية داخل السن أو في الأنسجة المحيطة بها؛ فالخراج هو تجمع للصديد ينتج عن تراكم البكتيريا في اللب الداخلي للسن، الذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية.

❾ كسر السن

يعد كسر السن من أعراض تسوس الأسنان المتقدمة. لذلك عندما يتآكل السن بسبب التسوس يصبح أكثر هشاشة وعرضة للكسر. هذا الكسر قد يحدث بسبب الضغط عند المضغ أو بسبب إصابة، وقد يكون الكسر طفيفًا أو قد يؤدي إلى كسر كبير يتطلب علاجًا عاجلا.

كيف يحدث تسوس الأسنان؟

أ)  تكوين البلاك 

يبدأ تسوس الأسنان بتكوّن طبقة البلاك، وهي طبقة لزجة تتشكل على الأسنان نتيجة لتراكم بقايا الطعام والبكتيريا. فبعد تناول الطعام، وبالأخص الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات، تترك جزيئات صغيرة من الطعام على الأسنان وبينها، مما يؤدي إلى تراكم هذه البقايا.

يحتوي الفم بشكل طبيعي على بكتيريا تعيش في بيئة رطبة ودافئة، تجد هذه البكتيريا غذاءها في هذه البقايا، خصوصًا السكريات. ونتيجة لذلك، تقوم البكتيريا بإنتاج الأحماض كناتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي. هذه الأحماض، بالتفاعل مع اللعاب وبقايا الطعام، تسهم في تكوين البلاك، الذي يغطي الأسنان .

ب) هجمات الأحماض 

 إذا لم يتم إزالة البلاك بانتظام، فإن الأحماض الموجودة فيه تبدأ في تآكل مينا الأسنان، وهي الطبقة الخارجية الصلبة التي تعمل كدرع واقٍ لحماية الطبقات الداخلية الأكثر ليونة من السن مثل العاج ولب السن. ومع استمرار الهجوم الحمضي يتم تجريد المينا من معادنها، مما يؤدي إلى ضعفها وتآكلها

ج) تقدم التسوس

مع مرور الوقت يمكن أن يؤدي تآكل المينا إلى تشكل ثقوب صغيرة في السن، وهذه الثقوب تُعد من علامات وأعرض تسوس الأسنان. وإذا لم يتم علاج التسوس في مراحله الأولية، فإنه يمكن أن يتقدم إلى طبقات أعمق من السن مثل العاج ولب السن ، مما قد يؤدي إلى ألم شديد، وعدوى، وفي النهاية، قد ينتهي الأمر بفقدان الأسنان

أقسام مستوى تسوس الأسنان

ينقسم مستوى تسوس الأسنان إلى قسمين رئيسيين هما تسوس سطحي ( بسيط ) وتسوس عميق سوف نشرح كل قسم على حدة في الآتي :-

◾ التسوس السطحي

تسوس الأسنان السطحي هو المرحلة الأولى من التسوس، وفيه يقتصر الضرر على الطبقة الخارجية من السن(المينا) دون أن تتعرض للاختراق وفي هذه المرحلة قد لا تظهر أي أعراض ملحوظة، ولكن مع مرور الوقت قد يشعر الشخص بألم خفيف أو حساسية عند تناول الأطعمة والمشروبات الحارة أو الباردة أو الحمضية.

كما قد يلاحظ تغيرًا في لون السن حيث يمكن أن يصبح لونها أبيض باهتًا أو مصفرًا، مما يشير إلى بداية التسوس , و إذا لم يتم علاج التسوس السطحي، يمكن أن يتقدم ويتعمق إلى الطبقة التالية وهي العاج، والتي تكون أكثر ليونة وأكثر حساسية للأحماض

◾ التسوس العميق

 تسوس الاسنان العميق هو المرحلة المتقدمة منالتسوس  حيث يتعدى الضرر الطبقة الخارجية للسن ( العاج ) ليصل إلى الطبقة الداخلية المعروفة بالعاج، وقد يتوغل حتى يبلغ لب السن.

من أعراض تسوس الأسنان الشائعة لهذه المرحلة الشعور بألم وحساسية ملحوظة عند تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة أو السكرية، وقد يتطور الأمر إلى ألم مستمر أو نابض, كذلك قد يعاني المرء من حساسية في الأسنان أثناء مضغ الطعام، وتغير لون السن إلى البني أو الأسود، بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة وتورم اللثة المحيطة بالسن المتضررة.

في حالة عدم تلقي العلاج المناسب واستمرار التسوس في التعمق، يمكن أن يصل إلى لب السن، مما يستدعي اللجوء إلى علاج جذري أو قد يؤدي إلى فقدان السن. 


هل غسل ونظافة الأسنان كافي لإزالة التسوس ؟

المواظبة على تنظيف الأسنان مهمة لوقاية من توسوس الأسنان ، و توقيف نمو التسوس السطحي والإبطاء من تقدمه لعدة سنين حتى يخترق طبقه الميناء.

ولكن في حالة التسوس العميق، حيث تكون البكتيريا قد تغلغلت إلى طبقات أعمق من السن مهما اعتنينا بالأسنان فإننا لا تستطيع ان نصل الى البكتيريا الموجودة داخل السن التي فيها تسوس عميق وبالتالي يستطيع التسوس ان يكمل طريقه ويصل الى العصب مباشره . لذلك عندما يكون التسوس عميق لابد من الذهاب الى الدكتور قبل ان يصل الى الاعصاب

أنواع تسوس الأسنان

ينقسم تسوس الأسنان من حيث النوع الى أربعة أنواع رئيسية هي :-

① تسوس السطح الأملس للسن

يصيب هذا النوع الأسطح الخارجية الملساء للأسنان، ويتسم بتطوره البطيء مقارنةً بغيره من أنواع تسوس الأسنان. في المراحل الأولية يمكن معالجته بسهولة باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد الذي يساعد على تقوية المينا ومنع تقدم التسوس. أما في المراحل المتقدمة فإنه يتم علاج تسوس السطح الأملس باستخدام حشوة السن.

② تسوس الشقوق والحفر

هذا النوع من تسوس الأسنان يستهدف الأخاديد والشقوق على أسطح مضغ الأسنان. في البداية، قد لا تظهر أعراض تسوس الأسنان واضحة، لكن مع تقدم المراحل، يمكن أن يشعر المرء بألم خفيف أو حساسية عند تناول الأطعمة والمشروبات الحارة أو الباردة أو الحمضية، وقد يتطور الألم إلى حدة عند مضغ الطعام. كما يمكن ملاحظة تغير في لون السن إلى البني أو الأسود..

لعلاج تسوس الشقوق والحفر في المراحل المبكرة، يُستخدم معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد، بينما في المراحل المتقدمة، يتم علاج تسوس الشقوق والحفر باستخدام حشوة السن أو علاج قناة الجذر .

للوقاية من هذا النوع من التسوس ننصح بتطبيق الحشوات الوقائية، وهي عبارة عن غطاء بلاستيكي واقي يوضع على أسطح القضم للأسنان لمنع تجمع الطعام والبكتيريا في الحفر والشقوق، مما يشكل حاجزًا يقلل من خطر التسوس.

③ تسوس جذر السن

تسوس جذر السن يصيب الجزء السفلي من السن، ويحدث عندما تخترق البكتيريا إلى الجزء الداخلي للسن (اللب) حيث توجد الأعصاب والأوعية الدموية. بخلاف أنواع تسوس الأسنان الأخرى، فإن هذا النوع يكون أكثر شيوعًا في كبار السن بسبب انحسار اللثة، مما يؤدي إلى تعرض جذور الأسنان للكشف وجعلها أكثر عرضة لتراكم البكتيريا وبقايا الطعام.

من أعراض تسوس جذر السن  الألم الشديد والحساسية المفرطة تجاه التغيرات الحرارية سواء السخونة أو البرودة، بالإضافة إلى تورم اللثة المحيطة بالسن المتضرر وتغير لونه.

ويعتبر علاج القناة الجذرية الخيار الرئيسي لمعالجة تسوس جذور الأسنان، حيث يشمل هذا الإجراء استئصال اللب المتضرر من داخل السن، ومن ثم تطهير القناة الجذرية وتهيئتها، ثم عملية حشو القناة وسد الفتحة. وفي حالات معينة، يوضع تاج فوق السن لضمان حمايته.

④ التسوس تحت حشوات السن

من أنواع تسوس الأسنان الذي يجهله الكثير التسوس الذي يحدث تحت حشوات السن لأنه يحدث تحت الحشوات القديمة أو المتسربة، ومن أعراضه شعور المريض بألم خفيف أو حساسية عند تناول الأطعمة والمشروبات الحارة أو الباردة أو الحمضية.

و قد يحدث ألم حاد عند مضغ الطعام, ومن العلامات الأخرى تغير لون السن حول الحشوة حيث يصبح بنيًا أو أسودًا، بالإضافة إلى رائحة كريهة من الفم وتورم اللثة حول السن المحشوة.

قد يلاحظ المريض حساسية الأسنان عند لمسها. ولعلاج تسوس تحت الحشوات من الضروري إزالة الحشوة القديمة ومعالجة التسوس، ثم إعادة حشو السن أو اللجوء إلى علاج قناة الجذر وفي بعض الحالات يتم خلع السن للضرورة.

مواضيع ذات صلة 
صحتك 360
صحتك 360
تعليقات