البواسير هي أوردة منتفخة وملتهبة حول فتحة الشرج أو في الجزء السفلي من المستقيم، والتي قد تسبب الألم والنزيف وعدم الراحة. تُصنَّف البواسير إلى نوعين بناءً على مكان نشوئها:
البواسير الخارجية: تتشكل تحت الجلد حول فتحة الشرج.
البواسير الداخلية: تتشكل في بطانة فتحة الشرج والمستقيم السفلي.
تعتبر البواسير حالة شائعة ويمكن أن تصيب أي شخص، لكنها أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في الجلوس.
أسباب البواسير
تتوسع الأوردة المحيطة بالشرج نتيجة زيادة الضغط في الجزء السفلي من المستقيم وقد تلتهب وتتورم يحدث هذا الضغط لعدة أسباب أبرزها :-
❶ الإمساك المزمن
يُعَدّ الإمساكُ من أسباب البواسير؛ لأنه يؤدي إلى صعوبة في التبرز، ما يزيد من الضغط داخل المستقيم وفي فتحة الشرج، مما يؤدي إلى توسّع الأوردة.
❷ حمل الأم للجنين
زيادة الضغط على منطقة الحوض نتيجةً لنمو الجنين قد يؤدي إلى توسع الأوردة. علماً بأن حوالي 25% من النساء الحوامل يعانين من البواسير خلال الثلث الثالث من الحمل.
❸ السمنة المفرطة
فرط السمنة يعد من أبرز مسببات البواسير نتيجة الضغط الزائد الذي يسببه على أوردة المستقيم وفتحة الشرج، مما يؤدي إلى تضخم الأوردة
❹ الجلوس لفترات طويلة
الجلوس لفترات طويلة خاصة على المرحاض يُعَدّ أحد أسباب البواسير البارزة، لأنه يسبب ضغطاً مستمراً على منطقة الشرج، مما يؤدي إلى توسع الأوردة. لذا، يكون الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة في العمل أو خلال السفر أكثر عرضة للإصابة بالبواسير
❺ عدم تناول الألياف أو قلتها
النظام الغذائي الفقير بالألياف يؤدي إلى الإمساك، الذي بدوره يسبب البواسير. تناول الألياف يعزز حركة الأمعاء ويقلل من الجهد المبذول خلال التبرز، وبالتالي يُقلل من خطر الإصابة بالبواسير.
❻ رفع الأثقال
رفع الأثقال الثقيلة يسبب زيادة الضغط على منطقة المستقيم، مما يؤدي إلى تمدد الأوردة، سواء أكان الرفع في صالة الألعاب الرياضية أو حمل الأشياء الثقيلة في الحياة اليومية
❼ التقدم في العمر
مع التقدم في العمر، تضعف الأنسجة التي تدعم الأوردة في المستقيم وفتحة الشرج، مما يجعلها أكثر عرضة للتضخم. لذلك، يكون الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً أكثر عرضة للإصابة بالبواسير
❽ العوامل الوراثية
إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من البواسير، فإن احتمالية الإصابة بها تزداد. العوامل الوراثية التي نقصدها تتعلق بقوة الأنسجة والأوردة في منطقة الشرج. ومع ذلك، لا يعني ذلك بالضرورة أن شخصاً كان لأحد والديه مشكلة بالبواسير سيعاني منها. نذكر العوامل الوراثية للتوعية فقط، وليس للتنبؤ بدقة من سيعاني من البواسير. لهذا السبب، يُنصح الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي بالبواسير باتخاذ الوقاية اللازمة من البواسير.
❾ الإصابة المتكررة بالإسهال
تعد العناية الجيدة والنظام الغذائي الغني بالألياف مفتاح الوقاية من البواسير
أنواع البواسير الرئيسية
تنقسم البواسير إلى نوعين رئيسيين اعتمادًا على موقعها Ⅰ. البواسير الداخلية
- تقع داخل المستقيم ولا يمكن رؤيتها أو الشعور بها عادة.
- غالبًا لا تسبب ألمًا لأنها تقع في منطقة خالية من الأعصاب الحسية.
- يمكن أن تسبب نزيفًا أثناء التبرز ، وقد تلاحظ قطرات من الدم الأحمر الفاتح على ورق الحمام أو في المرحاض.، وفي حالات متقدمة قد تبرز خارج فتحة الشرج.
- الباسُور الذي يظهر من فتحة الشرج، المعروف أيضًا بالباسور المتدلي، يُسبب شعورًا بالألم والتهيج
Ⅱ. البواسير الخارجية
- تقع تحت الجلد حول فتحة الشرج.
- يمكن أن تكون مؤلمة للغاية، خاصة إذا تكونت جلطة دموية داخل الباسور (الباسور المتجلط).
- قد تسبب حكة، ونزيفًا، وألمًا عند الجلوس أو التبرز.
درجات البواسير الداخلية وأعراضها
تصنف البواسير الداخلية الى أربع درجات بناءً على مدى حدتها كما في الجدول التالي![]() |
صورة توضيحية لدرحات البواسير والمضاعفات التي تحدث في كل درجة |
عوامل تساهم في زيادة نسبة الإصابة بالبواسير
- التقدم في العمر
كلما تقدم الشخص بالعمر سيما من بعد عمر الخمسين ازداد خطر الإصابة بالبواسير يرجع ذلك الى أن الأنسجة الداعمة لأوردة الشرج والمستقيم تضعف مع التقدم في العمر - الحمل بالجنين
تزداد احتمالية الإصابة بالبواسير أثنا فترة الحمل لأن وزن الطفل يضغط على منطقة الشرج مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الشرج. هذا الضغط الإضافي قد يسهم في ظهور البواسير أو تفاقم الحالة إذا كانت موجودة بالفعل. أعراض البواسير
تختلف أعراض البواسير بناءً على نوعها وموقعها، وتشمل: ◾ أعراض البواسير الداخلية
- نزيف غير مؤلم أثناء التبرز. قد يلاحظ دمًا أحمر فاتحًا على ورق التواليت أو في المرحاض.
- بروز البواسير في الحالات المتقدمة، خارج فتحة الشرج، مما يسبب الشعور بعدم الراحة أو الحكة.
- إفرازات مخاطية تفرزها البواسير الداخلية تسبب تهيج الجلد حول فتحة الشرج.
- الشعور بكتلة خارج فتحة الشرج في حالة البواسير المتدلية (الدرجة الثالثة والرابعة)
◾ أعراض البواسير الخارجية
تقع البواسير الخارجية تحت الجلد حول فتحة الشرج، وهي أكثر إزعاجًا من البواسير الداخلية. ومن أعراض البواسير الخارجية : - الألم سيما أثناء الجلوس أو التبرز.
- تزداد شدة الألم إذا تكونت جلطة دموية داخل الباسور (الباسور المتجلط )
- الحكة والتهيج حول فتحة الشرج.
- احتمالية حدوث نزيف طفيف، خاصة عند التبرز.
- قد يحدث تورم حول فتحة الشرج.
- وجود كتلة أو نتوء حول فتحة الشرج، قد يكون مؤلمًا عند اللمس.
◾ البواسير المتجلطة (الداخلية أو الخارجية)
- الألم الشديد وقد يأتي مفاجئًا وشديدًا، ويزداد سوءًا عند الجلوس أو الحركة.
- احتمالية حدوث تورم كبير حول فتحة الشرج.
- الشعور بوجود كتلة صلبة حول فتحة الشرج، وهي نتيجة تكون جلطة دموية داخل الباسور.
- تغير لون الجلد حول الباسور إلى الأزرق أو الأرجواني بسبب الجلطة الدموية.
مضاعفات البواسير
إذا لم يتم علاج البواسير في الوقت المناسب وبشكل صحيح، فقد تتطور إلى مضاعفات خطيرة. فيما يلي شرح موجز لمضاعفات البواسير:- ① النزيف الشديد
من مضاعفات البواسير الخطيرة النزيف الشديد والمزمن، الذي قد يؤدي إلى فقر الدم ويستدعي علاجًا طبيًا فوريًا. فقر الدم يمكن أن يسبب أعراضًا مثل التعب، والضعف، وضيق التنفس.
② تجلط الدم (الخثار)
البواسير الخارجية قد تتعرض لتجلط الدم بداخلها، مما يؤدي إلى تكوين كتلة صلبة ومؤلمة حول الشرج. تسبب هذه الكتلة ألمًا شديدًا، ويمكن أن تتطلب التدخل الطبي لإزالة الجلطة أو تخفيف الألم لمنع استمرارها وتفاقم مضاعفات البواسير.
③ الإصابة بعدوى بكتيرية
قد تصبح البواسير ملتهبة ومصابة بعدوى بكتيرية، فيزداد الألم والتورم والإفرازات القيحية ، مما يستوجب التدخل العلاجي بالمضادات الحيوية أو حتى التدخل الجراحي في بعض الحالات.
④ حدوث الشروخ الشرجية
التورم والتهيج الناتج عن البواسير هو أحد المضاعفات التي قد تؤدي إلى حدوث شقوق صغيرة في بطانة الشرج، والتي تُعرف باسم الشروخ الشرجية. هذه الشروخ قد تُسبب ألمًا شديدًا ونزيفًا خلال التبرز.
⑤ تدلي البواسير الداخلية
في حالات مضاعفات البواسير الداخلية المتقدمة من حيث الشدة ، تتدلى البواسير خارج فتحة الشرج وتصبح مرئية ومؤلمة ، وقد يكون التدلي مؤقتًا أو دائمًا، ويحتاج إلى تدخل طبي لإعادتها إلى مكانها.
⑥ تضييق فتحة الشرج
يعد تضييق فتحة الشرج من المضاعفات الحادة للبواسير، والتي تجعل عملية التبرز صعبة ومؤلمة. هذا التضييق إذا لم تنفع الأدوية قد يستلزم إجراء عملية جراحية.
يجب زيارة الطبيب في حالة حدوث أي من الأعراض التالية:-
- نزيف مستمر أو شديد مع العلم أن البواسير ليست هي المسبب الوحيد للنزيف من فتحة الشرج . فمن المحتمل أن يحدث نزيف في المستقيم مع الإصابة بأمراض أخرى، مثل سرطان القولون والمستقيم وسرطان الشرج. خاصة إذا كان الشخص لديه تغييرات في عادات التغوط أو في حالة تغير لون البراز أو قوامه.
- ألم شديد مستمر ولا يختفي.
- تورم كبير أو نتوء حول فتحة الشرج.
- أعراض لا تتحسن مع العلاجات المنزلية
- صعوبة شديدة في التبرز.
- أي تغيير غير طبيعي في الأوزان أو الأشكال في منطقة الشرج.
الوقاية من البواسير
للوقاية من البواسير لا بد من الحفاظ على ليونة البراز لتسهيل مروره. لذا، ننصح باتباع النصائح التالية للوقاية من البواسير وتخفيض أعراضها⑴ تناول نظام غذائي غني بالألياف
୦ اختيار الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والأرز البني، والخبز الكامل.
୦ تناول البقوليات لزيادة كمية الألياف في النظام الغذائي مثل الفاصوليا، والعدس، والبازلاء
⑵ شرب الكثير من السوائل
شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا من أهم طرق الوقاية من البواسير، حيث يساعد في تسهيل عملية الهضم ومنع الإمساك. كما يمكن شرب العصائر الطبيعية والأعشاب كبديل لمن يفضلونها عن الماء.
⑶ ممارسة اللياقة البدنية بانتظام
ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، مثل المشي أو السباحة، تعزز حركة الأمعاء. كما أن التمارين الخاصة، مثل تمارين تقوية عضلات الحوض، تعتبر طريقة فعالة للوقاية من البواسير..
⑷ تجنب الجلوس لفترات طويلة
يعد الجلوس لفترات طويلة أحد أهم أسباب البواسير. لذا، فإن الوقاية من البواسير تستدعي أخذ فترات استراحة متكررة إذا كان طبيعة العمل يتطلب الجلوس لفترات طويلة، مع محاولة الوقوف والتحرك بانتظام ، واستخدم وسادة مريحة في حالة الجلوس لفترات طويلة.
⑸ اتباع عادات صحية أثناء التبرز
للوقاية من البواسير، يجب تجنب الإجهاد أثناء التبرز وعدم تأجيل الذهاب إلى المرحاض عند الشعور بالحاجة. التأجيل يمكن أن يؤدي إلى الإمساك وزيادة الضغط على المستقيم وفتحة الشرج
⑹ الحفاظ على وزن صحي
⑺ تجنب رفع الأثقال الثقيلة
⑻ الحفاظ على النظافة الشخصية
- النظافة اليومية مهمة للوقاية من البواسير مثل غسل منطقة الشرج بالماء الدافئ يوميًا والمحافظة عليها جافة.
- تجنب المهيجات مثل استخدم مناديل معطرة وتجنب استخدام الصابون القاسي
⑼ التعامل مع الإمساك بشكل فعال
◾ تناول الأطعمة التي تساعد على تليين البراز مثل البرقوق والزبادي.
علاج البواسير
تختلف طرق علاج البواسير بناءً على درجة الحالة. في هذا القسم، سنستعرض بعض طرق العلاج بشكل مختصر، وسنتناولها بشيء من التفصيل في موضوع خاص. فيما يلي بعض هذه الطرق:
أ) العلاجات المنزلية للبواسير
تشمل العلاجات المنزلية للبواسير استخدام الحمامات الدافئة، وتجنب الجلوس لفترات طويلة، واتباع جميع طرق الوقاية التي ذكرناها في قسم الوقاية من البواسير، بالإضافة إلى استخدام الكريمات الموضعية
ب) العلاجات الطبية للبواسير
تتضمن العلاجات الطبية للبواسير استخدام الحقن، والربط بالشريط المطاطي، والجراحة في الحالات الشديدة، سواء كانت الجراحة العادية أو الجراحة بالليزر. من الخيارات الأخرى أيضًا تدبيس البواسير، وحقن محلول كيميائي لتقليل حجمها
ج) أدوية البواسير
- المراهم والكريمات الموضعية: تحتوي على مواد مخدرة أو مضادة للالتهاب.
- الملينات: لتسهيل التبرز وتقليل الضغط على البواسير.
- المسكنات: لتخفيف الألم والالتهاب.
- التحاميل الشرجية: لتخفيف الأعراض وتحسين الراحة.