أنواع التهاب اللثة وأسبابه وأعراضه والوقاية منه وعلاجه الفعّال

يعد التهاب اللثة  حالة شائعة قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب، حيث يعد تراكم البلاك، المعروف أيضًا باللويحة الجرثومية، العامل الرئيسي في التهاب اللثة. وعلى الرغم من أن التهاب اللثة عادةً لا يسبب مشاكل كبيرة في البداية، إلا أنه قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من اللثة بما في ذلك الأنسجة الرخوة والعظام المسؤولة عن تثبيت الأسنان، ومع مرور الوقت قد يؤدي التهاب اللثة إلى ارتخاء الأسنان.

التهاب اللثة

  أنواع التهاب اللثة 

بناءً على المسببات، يمكن تصنيف التهاب اللثة إلى أنواع مختلفة، ومن المهم فهم هذه الأنواع لتحديد العلاج المناسب والوقاية الفعالة فيما يلي توضيح لهذه الانواع :

① التهاب اللثة الناجم عن البلاك

يعد البلاك السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب اللثة، وهو عبارة عن طبقة رقيقة تتشكل على سطح السن بسبب سوء نظافة الفم والعناية غير الصحيحة بالأسنان. فإذا لم تتم إزالته بانتظام، يمكن أن يتصلب. ونظرًا لأن البلاك يؤوي عددًا كبيرًا من البكتيريا، فقد يحدث التهاب في أنسجة اللثة

② التهاب اللثة التغذوي

يحدث التهاب اللثة التغذوي بسبب نقص فيتامين C. بالإضافة إلى ذلك فإن نمط الحياة الذي يتضمن تناول كميات زايدة من الكربوهيدرات المكررة وزيادة نسبة أحماض أوميغا 6 إلى أحماض أوميغا 3 الدهنية قد يعزز العملية الالتهابية. علاوة على ذلك تسهم الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع تسهم في زيادة الالتهاب من خلال تنشيط الإجهاد التأكسدي.

③ التهاب اللثة الهرموني

التغيرات الهرمونية خلال فترات مثل الحمل والبلوغ تلعب دورًا رئيسيًا في التهاب اللثة، حيث تساهم في توسعة الأوعية الدموية واستجابة التهابية مبالغ فيها، مما يجعل اللثة أكثر عرضة للإلتهاب حتى مع تراكم بسيط للبلاك  :-

 فترة الحمل: تحدث تغيرات في مستويات الهرمونات، وخاصة هرمون الاستروجين ، وينتج عن هذه التغيرات :
  • استعداد أكبر لتوسيع الأوعية الدموية.
  • استجابة التهابية مبالغ فيها من قبل أنسجة اللثة حتى مع تراكم كمية صغيرة من البلاك.
  •  مستويات هرمون الاستروجين تحدد شدة التهاب اللثة الناتج عن الغشاء الحيوي عند حافة اللثة.
 فترة البلوغ: تؤثر التغيرات الهرمونية على كيفية تفاعل أنسجة اللثة مع تراكم البلاك، مما يسبب التهاب اللثة في سن البلوغ.
  • توجد مستقبلات لكل من هرمون الاستروجين والتستوستيرون في سيتوبلازم خلايا اللثة:مستقبلات هرمون الاستروجين توجد في الطبقات القاعدية والشائكة للظهارة. وفي النسيج الضام توجد المستقبلات في الخلايا الليفية والخلايا البطانية للأوعية الصغيرة.
  • اللثة هي عضو سهل الاستهداف لهذه الهرمونات الستيرويدية، مما يؤدي إلى التهاب اللثة.
  • مع اختلاف الجنس لوحظ أن التهاب اللثة يظهر في وقت مبكر عند الفتيات (من الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة) مقارنة بالأولاد (من الثالثة عشرة إلى الرابعة عشرة)

④ التهاب اللثة الناجم عن الآثار الجانبية لبعض الأدوية

قد تسبب الأدوية المختلفة المستخدمة في الحالات الجهازية التهاب اللثة كأثر جانبي مثل الفينيتوين (المستخدم في نوبات الصرع) ، وحاصرات قنوات الكالسيوم (المستخدمة للذبحة الصدرية ، وارتفاع ضغط الدم) ، ومضادات التخثر ، وعوامل تحلل الفيبرين ، وعوامل منع الحمل عن طريق الفم ، ومثبطات الأنزيم البروتيني ، وفيتامين ( أ )

أسباب التهاب اللثة

السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب اللثة هو البلاك، وهو طبقة رقيقة تتكون أساسًا من البكتيريا ولا تكون مرئية في البداية. يتشكل البلاك بشكل رئيسي في منطقة التقاء الأسنان واللثة، ويحدث تكوُّنه بسبب عدم تنظيف الأسنان والفم بشكل صحيح.

عوامل تزيد من خطر التهاب اللثة

التهاب اللثة يمكن أن يتفاقم نتيجة عدة عوامل تنقسم إلى عوامل محلية وجهازية:

العوامل المحلية  : تشمل العوامل التي تؤثر مباشرة على الفم والأسنان وتساهم في تراكم البلاك:

١-  ما يخص الفم:   تراكم الجير على الأسنان يمكن أن يؤدي إلى التهاب اللثة.

٢-  ما يخص المعالجة: 
  • الحشوات الخاطئة : التي لا تتلاءم بشكل صحيح مع الأسنان يمكن أن تؤدي إلى تراكم البلاك.
  • المضاعفات الناتجة عن العلاج بالتقويم: قد يؤدي التقويم إلى صعوبة تنظيف الأسنان بشكل صحيح، مما يساهم في تراكم البلاك.
  • خلع ضرس العقل: قد يؤدي إلى التهاب اللثة المحيطة بالمنطقة.
٣-  عوامل تخص تشريح الأسنان:

  عوامل تشريحية ذات صلة بالأسنان مثل وجود تجاويف أو شقوق في الأسنان التي يمكن أن تحبس البلاك.

  عوامل تشريحية ذات صلة بالفك مثل وضعية الأسنان غير الصحيحة التي تصعب تنظيفها وكذلك ازدحام الأسنان بسبب صعوبة إزالة البلاك. 

 العوامل الجهازية

نقصد بالعوامل الجهازية  العوامل التي تؤثر على أجهزة وأعضاء  الجسم ككل ويمكن أن تغير استجابة اللثة وتجعلها أكثر عرضة للالتهاب:

١-  بعض الأمراض  
  • الأمراض المعدية: مثل السل والإيدز.
  • الأمراض المزمنة: مثل السرطان.
  • أمراض الدم: مثل اضطرابات النزف أو فقر الدم.
  • أمراض سوء التغذية: عدم الحصول على العناصر الغذائية اللازمة يمكن أن يؤثر على صحة اللثة.
٢- الآثار الجانبية لبعض الأدوية

بعض الأدوية يمكن أن تؤثر على اللثة، مما يجعلها أكثر عرضة للالتهاب. تشمل هذه الأدوية مثبطات المناعة، وبعض أدوية القلب، وأدوية الصرع. وأدوية لعلاج الصرع ، وبعض علاجات السرطان ، وحاصرات قنوات الكالسيوم لضغط الدم ، وسائل منع الحمل عن طريق الفم.

 ۳- العادات السيئة 
يعد التدخين من أهم العادات السيئة التي  تؤثر بشكل كبير على صحة اللثة وتزيد من خطر الإصابة بالتهاب اللثة وأمراض اللثة بشكل عام، بما في ذلك مضغ التبغ واستخدام السجائر الإلكترونية.

٤-  العوامل الوراثية 
 بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة لالتهاب اللثة بسبب وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهابات ومرض اللثة 

أعراض التهاب اللثة

لا تكون أعراض التهاب اللثة واضحة دائمًا في المراحل المبكرة، لذلك قد يكون الشخص مصابًا بها دون أن يعرف. وقد تتطور مع تفاقم الحالة و مرور الوقت . أبرز هذه الأعراض مايلي  :- 
  •  رائحة الفم الكريهة التي لا تزول، حتى بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة.
  •  اللثة التي تنزف بسهولة، خاصة عند تنظيف الأسنان
  • لثة حمراء أو التي تكون داكنة أكثر من المعتاد أو متورمة.
  • الحساسية للأطعمة الساخنة أو الباردة.
  •  انسحاب اللثة من الأسنان
  • تغيير في كيفية تطابق الأسنان معًا عند العض (سوء الإطباق)
  • القيح بين الأسنان واللثة
  • الرقة أو الألم عند مضغ الطعام.

المظاهر السريرية لالتهاب اللثة

①  نزيف اللثة: يعتبر نزيف اللثة من العلامات المبكرة والمهمة لتشخيص التهاب اللثة. قد يحدث النزيف عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو عند تناول الأطعمة القاسية.

  تغير لون اللثة: اللون الطبيعي للثة هو الوردي الفاتح. عند التهاب اللثة، يتغير اللون إلى الأحمر، ثم قد يتطور إلى الأحمر المزرق، وأحيانًا إلى الأزرق الداكن في حالات التهاب اللثة الشديدة.

③  تغير قوام اللثة: تكون اللثة الصحية مرنة وثابتة. عندما تلتهب، تصبح رطبة وذمية (متورمة). إذا استمر الالتهاب لفترة طويلة، قد يحدث تليف في اللثة، مما يجعلها صلبة وأقل مرونة.

  تغير محيط اللثة: يكون محيط اللثة عادةً رقيقًا وله حدود محددة. عند التهاب اللثة، قد تصبح اللثة سميكة، وقد يتغير شكل الحدود لتصبح أكثر دائرية أو غير منتظمة.

⑤  تغير ملمس وشكل اللثة: اللثة الصحية تكون عادة ناعمة ولها مظهر يشبه قشرة البرتقال. عند التهاب اللثة، قد تفقد هذه الميزة بسبب التورم وتراكم السوائل، مما يجعل ملمس اللثة غير منتظم وقد يظهر بشكل أكثر خشونة.

⑥  الألم: التهاب اللثة في مراحله المبكرة قد لا يسبب ألمًا ملحوظًا. ومع ذلك، في الحالات الحادة أو المتقدمة، قد يشعر الشخص بألم خفيف أو إزعاج، خاصة عند لمس اللثة أو أثناء تنظيف الأسنان.

متى يجبا استشارة طبيب الأسنان

اذا ظهرت أعراض لالتهاب اللثة، يجب زيارة طبيب الأسنان في أقرب وقت ممكن. فكلما تم الحصول على الرعاية الصحية للأسنان مبكرًا، زادت فرص إصلاح الضرر الناتج عن التهاب اللثة وتجنب الإصابة بالتهاب دواعم السن وقلة تكاليف العلاج .

كيفية تطور التهاب اللثة

السبب الرئيسي لالتهاب اللثة هو عدم العناية الجيدة بنظافة الفم، مما يؤدي إلى تكوين البلاك على الأسنان والذي يسبب تورم الأنسجة المحيطة باللثة. فيما يلي شرح كيف يسبب البلاك  التهاب اللثة:

  •  يتكوّن البلاك على الأسنان أساسًا من البكتيريا التي تتراكم بعد تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالنشويات والسكريات.
  •  يتحول البلاك الذي يظل على الأسنان تحت خط اللثة إلى جير عندما يتصلب. يقوم الجير بجمع البكتيريا، مما يجعل إزالة البلاك أصعب. كما يوفر الجير حماية للبكتيريا ويسبب تهيجًا في خط اللثة. لا يمكن إزالة الجير إلا من خلال تنظيف أسنان احترافي.
  • كلما طالت مدة بقاء البلاك والجير على الأسنان، زاد مستوى التهيج في منطقة اللثة، مما يؤدي إلى التهابها وتورمها. مع مرور الوقت، قد تعاني اللثة من التورم وتصبح عرضة لنزف الدم بسهولة. إذا لم يُعالج التهاب اللثة، فقد يؤدي إلى تآكل الأسنان والتهاب دواعمها وفقدانها.

مضاعفات التهابات اللثة

يسبب التهاب اللثة مضاعفات مختلفة تؤثر على صحة الفم وقد تؤثر على صحة الجسم بشكل عام  من هذه المضاعفات ما يلي :

تلف الأنسجة التي تدعم الأسنان وتآكل العظم الذي يدعم الأسنان ، مما يجعلها فضفاضة وغير مستقرة
 احتمال فقدان بعض الأسنان أو كلها إذا لم يتم إنقاذها عن طريق العلاج. 
 انحسار اللثة عن الأسنان ، مما يؤدي إلى كشف بعض جذورها. مما يجعلها تبدو أطول وأكثر حساسية للأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة.  
 قد تتشكل جيوب مليئة بالقيح في اللثة أو عظم الفك. وقد تكون هذه الخراجات مؤلمة وقد تنشر العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم.  
 استجابة التهابية في الجسم قد تؤثر على الأعضاء والأنظمة الأخرى. مما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهابات الجهاز التنفسي ومضاعفات الحمل. 
 التهاب اللثة التقرحي الناخر، المعروف أيضًا بالفم الخندقي، هو حالة تسبب ألمًا، وعدوى، ونزيفًا في اللثة، وقُرحًا. وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة سوء التغذية وسوء الأحوال المعيشية  
 التهاب الشغاف البكتيري نتيجة لانتقال البكتيريا من الفم إلى القلب عبر مجرى الدم

طرق الوقاية من التهاب اللثة

 أفضل طريقة للوقاية من التهاب اللثة هي ممارسة نظافة الفم الجيدة كل يوم. كما يلي  :
  •   تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد وفرشاة أسنان ذات شعيرات متوسطة النعومة لتجنب الإضرار بالأسنان واللثة .
  •   تنظيف الأسنان بالخيط مرة واحدة يوميًا لإزالة البلاك وجزيئات الطعام من بين الأسنان وتحت خط اللثة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إزالة البلاك من أسفل خط اللثة، والذي يمكن أن يدمر مينا الأسنان ويتطور إلى جير.
  •  شطف الفم بغسول الفم المطهر أو الماء بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط لقتل البكتيريا المسببة للبلاك.
  •   زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحوصات والتنظيفات، على الأقل مرتين في السنة أو على النحو الموصى به من قبل طبيب الأسنان أو أخصائي اللثة.
  •   الإقلاع عن التدخين أو استخدام منتجات التبغ الأخرى، لأنها تزيد من خطر الإصابة بالتهاب اللثة وأمراض الفم الأخرى.
  •  تناول نظام غذائي متوازن منخفض السكر وغني بالفيتامينات والمعادن التي تدعم صحة الفم.
  •  إدارة أي حالة طبية قد تؤثر على صحة الفم ، مثل مرض السكري، من خلال اتباع تعليمات الطبيب وتناول الأدوية على النحو الموصوف.

طريقة علاج التهاب اللثة 

تنظيف الأسنان مثل إزالة الجير والبلاك بواسطة طبيب الأسنان و المداومة على استخدام المضمضة مثل الكلورهيكسدين.
 إزالة أية عوامل موضعية قد تكون مسببة للالتهاب مثل الجير، والحشوات الخاطئة ، وتركيبات الأسنان الخاطئة .
 الذهاب لطبيب مختص إذا كانت المشاكل متعلقة بأمراض جهازية .
 في الحالات المتقدمة من تضخم اللثة والتي لا يختفي التضخم فيها بعد إزالة العوامل المؤثرة قد يضطر طبيب الأسنان لإزالة التضخم جراحياً.

التنبؤ بعلاج التهاب اللثة 

  •   التهاب اللثة يملك عامل تنبؤ ممتاز فبعد إزالة المؤثر ستعود اللثة الى حالتها الطبيعية لأن الالتهاب يقصر على اللثة ولم يمتد الى الأربطة حول السن والأنسجة الداعمة للسن .
  •   في الحالات المرتبطة بأمراض جهازية يكون العلاج مرتبط بالحالة المرضية فاذا تم علاج المرض ستعود اللثة الى حالتها الطبيعية
مواضيع ذات صلة 
صحتك 360
صحتك 360
تعليقات