أَسبَاب تَسوُّس الأسْنان: 14 سببًا يُعزِّز عَدُو صِحَّة الفَم الخَفِي

تسوس الأسنان هو حالة يُصاب فيها السن بالتعفن، مما قد يؤدي تدريجياً إلى تكوّن ثقوب صغيرة أو كبيرة, وهو من المشكلات الصحية الشائعة عالمياً، وبخاصة بين الأطفال والمراهقين، ، حيث يتسبب التسوس في تلف تدريجي للطبقة الخارجية ( المينا ) الصلبة التي تحمي الأسنان.

أكثر الأسنان عرضة للتسوس

ما هي أكثر الأسنان عرضة للتسوس ؟ ولماذا ؟

 الأسنان الخلفية (الأضراس)

الأسنان الخلفية أكثر عرضة للتسوس من الأسنان الأمامية (القواطع والأنياب) لعدة أسباب نوضحها كما يلي :-
① التشريح المعقد للأضراس

 تتميز الأضراس بتشريح معقد لأنها تحتوي على سطح فيه تجاويف حفر تُسهل تجمع بقايا الطعام والبكتيريا، وبالتالي تُعد هذه التجاويف مخابئ للبكتيريا. ونظرًا لأن الأضراس تحتوي على طبقة مينا أرق من تلك الموجودة في الأسنان الأمامية، فإنها تصبح أكثر عرضة للتآكل. وعندما تتغذى البكتيريا على السكريات، تُنتج أحماضًا تُسهم في تآكل مينا الأسنان، مما يؤدي إلى تكوّن التسوس..

② صعوبة تنظيف الأضراس

نظرًا لموقع الأضراس الخلفي في الفم فإنها أكثر عرضة لخطر تسوس الأسنان ، حيث يُعيق هذا الموقع الوصول الكامل إليها بالفرشاة والخيط السني عند تنظيفها , وبسبب هذه الصعوبة في التنظيف قد تتراكم بقايا الطعام والبلاك مما يزيد من احتمالية تكون التسوس فيها

③ التعرض للأطعمة لفترة أطول

تُستخدم الأضراس بشكل أساسي لطحن وسحق الطعام، الأمر الذي يجعلها تتعرض للأطعمة والمشروبات لفترات طويلة مقارنةً بالأسنان الأمامية. ونتيجة لذلك فإن بقايا الطعام تظل عالقة في أخاديد الأضراس لوقت أطول، مما يوفر بيئة مثالية للبكتيريا للتكاثر وإنتاج الأحماض، وهي العملية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تسوس الأسنان.

④ قلة إفراز اللعاب في أماكن الأضراس

يُفرز اللعاب بكميات أقل في الجزء الخلفي من الفم، مما يُقلل من قدرة الفم على التنظيف الذاتي الطبيعي، واللعاب عاملاً مهمًا في تحييد الأحماض التي تنتجها البكتيريا، وبالتالي يُساهم في حماية الأسنان من التسوس.

⑤ قلة الوعي بالطرقة الصحيحة لتنظيف الأسنان الخلفية

قلة الوعي بالطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان الخلفية يمكن أن تؤدي إلى عدم الاهتمام الكافي بهذه المنطقة مما يزيد من خطر تسوس الأسنان الخلفية والمشاكل الصحية الأخرى.

الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان الخلفية تشمل استخدام فرشاة أسنان ذات رأس صغير للوصول إلى هذه الأسنان بسهولة، وتحريك الفرشاة بضربات قصيرة وخفيفة، مع التركيز على الأسطح الماضغة والأسطح الداخلية للأسنان واستخدام الخيط السني لإزالة البلاك وبقايا الطعام من بين الأسنان الخلفية، حيث يصعب على الفرشاة الوصول إليها. بالإضافة إلى ذلك ننصح باستخدام غسول الفم للمساعدة في تقليل البكتيريا وتحسين صحة الفم بشكل عام

الأسنان اللبنية لدى الأطفال

بالإضافة إلى الأضراس تُعتبر الأسنان اللبنية لدى الأطفال أكثر عرضة للتسوس بسبب عدة عوامل.
  •  تتميز بطبقة مينا أرق تجعلها أكثر قابلية للتآكل
  •  تحتوي على كمية أكبر من العاج الذي يكون أكثر ليونة من المينا
  • نظام المناعة لدى الأطفال لا يكون قد نضج بالكامل، مما يزيد من خطر تسوس الأسنان لدى الطفل
الصورة تعبر عن خطر تسوس الأسنان

أسباب تسوس الأسنان

❶ أكل الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات

استهلاك الأطعمة والمشروبات المحتوية على نسب عالية من السكريات من أهم أسباب تسوس الأسنان
لأنها تعمل على تغذية البكتيريا الموجودة في الفم التي تنتج الأحماض التي تتسبب في تآكل الأسنان وبالتالي التسوس
.

❷ الأكل على جانب واحد من الفم باستمرار

المضغ المستمر على جانب واحد من الفم  يعدد من مسببات تسوس الأسنان لأنه يؤدي إلى اختلال التوازن الوظيفي؛ حيث يتعرض الجانب المفرط في الاستخدام لضغوط متزايدة نتيجة المضغ، مما يسرع من عملية ارتداء الأسنان ويعزز خطر تسوس الأسنان نتيجة تراكم الطعام والبكتيريا.

الاستخدام غير المتوازن لكلا الجانبين يؤدي إلى تطور عضلي غير متساوٍ، إذ يتقوى الجانب المستخدم بشكل متكرر، في حين تضعف العضلات في الجانب الأقل استخدامًا، مما قد يسبب مشاكل في التوازن والوظيفة الفكية ويؤدي إلى الألم أو الإجهاد في الفك والمفصل الصدغي الفكي.

يؤدي عدم استخدام الجانب الآخر إلى تراكم الجير بكميات كبيرة بسبب نقص التنظيف الطبيعي أثناء المضغ، مما ينتج عنه التهاب اللثة وتسوس الأسنان، حيث تجد البكتيريا بيئة مثالية للنمو وإنتاج الأحماض المضرة بالأسنان.

❸ عدم تنظيف الأسنان بانتظام

من أسباب تسوس الأسنان الأساسية عدم تنظيفها بانتظام وبالطريقة الصحيحة، مما يؤدي إلى بقاء بقايا الطعام والبلاك، وهي طبقة لزجة تتشكل من البكتيريا واللعاب وجزيئات الطعام. وعلى إثر ذلك، تستهلك البكتيريا الموجودة في البلاك السكريات المتبقية، مما ينجم عنه إنتاج الأحماض كنتيجة لعملية التمثيل الغذائي. هذه الأحماض، بدورها، تعمل على تآكل المينا المعروفة بالطبقة الخارجية الصلبة للأسنان، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين تجاويف وثقوب تُعرف بالتسوس.

❹ موقع الأسنان داخل الفم

الأسنان الخلفية (الأضراس والأضراس الأولى) أكثر عرضة لخطر تسوس الأسنان بسبب تعرضها للأطعمة لفترة طويلة، مما يجعلها أكثر قابلية لتكوين طبقة البلاك مقارنةً بالأسنان الأمامية, لأن لديها العديد من الأخاديد والثقوب والجذور المتعددة وموقعها يجعل تنظيفها أكثر صعوبة في التنظيف مقارنة بالأسنان الأمامية.

❺ الجفاف الفموي

جفاف الفم  من مسببات التسوس - و يُعرف أيضًا بالزيروستوميا- هو حالة يقل فيها إفراز اللعاب، مما يؤدي إلى جفاف داخل الفم   . ومن المعروف أن اللعاب عاملاً أساسيًا في تنظيف الفم لأنه يُزيل جزيئات الطعام ويحتوي على معادن تُساهم في إعادة تمعدن الأسنان، وإنزيمات تُقاوم البكتيريا. ومن خلال معادلته الأحماض التي تُنتجها البكتيريا، يُقلل اللعاب من خطر تآكل المينا وبالتالي يحمي الأسنان من التسوس.

❻ العوامل الوراثية

عندما نتحدث عن العوامل الوراثية ومسببات تسوس الأسنان ، فإننا لا نعني أن التسوس نفسه يُورث ، بل نُشير إلى أن هناك صفات معينة للأسنان يمكن أن تُورث وتزيد من خطر تسوس الأسنان ، مثل شكل الأسنان وتوزيعها والمنحنيات والتعرجات التي قد تكون موجودة على سطحها.

قد يولد بعض الأشخاص بأسنان ذات أخاديد وتعرجات عميقة ومعقدة، مما يصعّب تنظيفها ويسهل تراكم الطعام والبلاك. هذه الخصائص الفيزيائية تُعد بيئة خصبة لتجمع البكتيريا وبقايا الطعام، وإن لم تُزال بفعالية، فإنها تُسهم في تكوين البلاك وبالتالي التسوس.

العناية الدقيقة والمستمرة بنظافة الفم والأسنان يمكن أن تخفض بشكل ملحوظ من خطر تسوس الأسنان، حتى في وجود مثل هذه العوامل الوراثية.

❼ التهاب اللثة

عندما تلتهب اللثة تصبح حمراء ومتورمة , وقد تنزف بسهولة مما يجعل تنظيف الأسنان أكثر صعوبة ويزيد من احتمالية تراكم البلاك والتسوس بالإضافة إلى ذلك التهاب اللثة يمكن أن يؤدي إلى تراجع اللثة، مما يكشف جذور الأسنان ويجعلها أكثر عرضة للتسوس. كما أن الجيوب التي تتشكل بين الأسنان واللثة الملتهبة يمكن أن تحبس الطعام والبكتيريا، مما يزيد من خطر الإصابة بالتسوس.

❽ تناول الأطعمة اللزجة والملتصقة بالأسنان

الأطعمة اللزجة مثل الكراميل والعلكة والفواكه المجففة تلتصق بالأسنان وتظل موجودة لفترة أطول مقارنة بالأطعمة الأخرى. ونظرًا لطبيعتها اللزجة يكون من الصعب على اللعاب والفرشاة إزالة هذه الأطعمة بشكل كامل، مما يعطي البكتيريا فرصة لإنتاج الأحماض تساهم في تسوس الأسنان

❾ بعض الحالات المرضية

تسهم بعض الحالات المرضية في رفع خطر الإصابة بتسوس الأسنان، ومن بين هذه الحالات ارتجاع المريء، والمعروف أيضًا بمرض الارتجاع المعدي المريء (GERD) ينشأ هذا المرض عندما يرتد حمض المعدة إلى المريء وقد يصل أحيانًا إلى الفم.

حمض المعدة قوي الفعالية يمكن أن يتسبب إلى تآكل مينا الأسنان مع مرور الوقت، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتسوس وظهور التجاويف. كما أن هناك حالات مرضية أخرى مثل اضطرابات الأكل كفقدان الشهية والشره المرضي، تتسبب في تآكل الأسنان نتيجة للقيء المتكرر الذي يعرض الأسنان للأحماض بشكل مستمر.

ومن الأمراض التي تعد من أسباب تسوس الأسنان مرض السكري نظراً لأن المصابون به يعانون من جفاف الفم بسبب قلة إفراز اللعاب، مما يقلل من قدرة الفم على تنظيف نفسه فيزيد خطر تراكم البلاك وبالتالي التسوس. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى زيادتها في اللعاب أيضًا، مما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا المسببة للتسوس

❿ عدم استخدام معجون الأسنان المحتوي على الفلورايد

الفلورايد عنصرًا أساسيًا في معجون الأسنان لأنه يلعب دورًا حيويًا في تقوية الأسنان وحمايتها من التسوس, ويُساهم في تعزيز إعادة تمعدن المينا، مما يزيد من مقاومتها ضد الأحماض التي تفرزها البكتيريا في الفم.

كما الفلورايد يُقلل من قدرة هذه البكتيريا على إنتاج الأحماض المؤدية لتآكل المينا وبالتالي التسوس. بالإضافة إلى ذلك، يُساعد الفلورايد في ترسيب المعادن على المناطق التالفة من الأسنان، مما يُساعد في إصلاح الأضرار البسيطة ويُبطئ من عملية فقدان المعادن من المينا.

لذلك يُعتبر استخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد وسيلة فعّالة للوقاية من التسوس خصوصًا لدى الأطفال الذين لا تزال أسنانهم في طور التكوين، ولكن يجب استخدامه بالكمية الموصى بها لأن الفلورايد يمكن أن يكون ضارًا اذا استخدم بكميات كبيرة

⑪ العادات السيئة مثل التدخين

التدخين من العادات الضارة التي تؤثر سلبًا على صحة الفم والأسنان  وتسبب التسوس بالآلية التالية :-
  • يُسبب التدخين تغييرًا في بيئة الفم بتأثيره على توازن البكتيريا المفيدة، مما يرفع من خطر الإصابة بأمراض الفم والأسنان.
  • التدخين يُقلل من تدفق الدم إلى اللثة، مما يُبطئ من عملية الشفاء ويُضعف من قدرة اللثة على مقاومة الالتهابات. وتُسهم المواد الكيميائية الموجودة في التبغ في تدمير أنسجة اللثة وتمنعها من القيام بوظائفها بشكل طبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب اللثة وأمراض دواعم الأسنان.
  •  يُسبب التدخين زيادة في تراكم الجير والبلاك، مما يُؤدي إلى التهاب اللثة ويُعزز من خطر تسوس الأسنان. ولا يُقلل التدخين من إفراز اللعاب فحسب، بل يُسبب جفاف الفم، مما يُزيد من فرص تراكم البكتيريا والتسوس.
  •  يُسبب النيكوتين والقطران الموجودان في التبغ تلون الأسنان واصفرارها، مما يُؤثر على جمال الابتسامة. وأخيرًا، يُعتبر التدخين من العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بسرطان الفم، وهو من الأمراض الخطيرة التي تُؤثر على الفم والأسنان.

⑫ بعض الأدوية والعلاجات الطبية

تعد بعض الأدوية والعلاجات الطبية من مسببات تسوس الأسنان حيث تؤثر على صحة الفم وتزيد من خطر تسوس الأسنان وفقا لما يلي :-
أدوية مضادات الاكتئاب تُقلل من إفراز اللعاب، مما يؤدي إلى جفاف الفم. ونظرًا لأهمية اللعاب في تنظيف الفم وتحييد الأحماض التي تنتجها البكتيريا، فإن نقصه يسبب تسوس الأسنان .

 تساهم بعض أنواع مضادات الهيستامين وأدوية ضغط الدم في تقليل إفراز اللعاب، فيجف الفم ويزيد من خطر التسوس.

 العلاج الكيميائي والإشعاع قد تسبب جفاف الفم؛ حيث يغير العلاج الكيميائي من تكوين اللعاب ويقلل من تدفقه، بينما يمكن للعلاج الإشعاعي، خاصةً في منطقة الرأس والعنق، أن يتلف الغدد اللعابية.

للوقاية من التسوس في هذه الحالات، ننصح بشرب الماء بكثرة لترطيب الفم، واستخدام محلول للفم يحتوي على الفلورايد، والعناية الجيدة بنظافة الفم والأسنان، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام للفحص والعلاج المبكر لأي مشاكل قد تظهر..

⑬ بعض الأدوات الطبية

الأدوات الطبية مثل الأقواس والأسلاك التي تُستخدم في تقويم الأسنان تعد من أسباب تسوس الأسنان كما هو موضح أدناه :-

تجعل الأقواس والأسلاك عملية تنظيف الأسنان أكثر صعوبة نظراً لأنها تسبب فجوات وزوايا يصعب الوصول إليها بالفرشاة العادية، مما يتطلب تقنيات تنظيف خاصة وأدوات مساعدة مثل الفرشاة البينية والخيط الطبي.

ونظرًا لصعوبة إزالة بقايا الطعام والبلاك بشكل كامل، يتراكم البلاك حول الأقواس والأسلاك، مما يزيد من خطر الإصابة بالتسوس .

للحد من هذه المخاطر نُنصح بالاهتمام الزائد بنظافة الفم باستخدام فرشاة أسنان خاصة بالتقويم، واستخدام الخيط الطبي بانتظام، والمضمضة بغسول فموي يحتوي على الفلورايد. كما ننصح بزيارات دورية لطبيب الأسنان للفحص والتنظيف الاحترافي للأسنان.

⑭ الحمل

تُسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل زيادة في خطر تسوس الأسنان لأسباب عدة : -

زيادة مستويات البروجسترون تُحدث تغيرات في اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان، مما يجعلها أكثر عرضة للالتهاب والتسوس.

 التغيرات الهرمونية قد تُقلل من تدفق اللعاب، فتقل قدرته على تنظيف الأسنان وتحييد الأحماض، مما يزيد من خطر التسوس.

 الحمل قد يُسبب الغثيان والقيء، خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهو ما يُعرض الأسنان للأحماض المعدية التي تُؤدي إلى تآكل المينا. ولا ننسى أن الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة، خاصة الأطعمة السكرية، يمكن أن تزيد أيضًا من خطر التسوس.

للوقاية من التسوس أثناء الحمل ننصح بالمحافظة على نظافة الفم والأسنان، باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام للفحص والعلاج الوقائي. كما نُنصح بشرب كميات كافية من الماء وتجنب الأطعمة السكرية الزائدة

مواضيع ذات صلة
صحتك 360
صحتك 360
تعليقات