طبقات الجلد ووظائفه الحيوية لحماية الجسم من الأخطار

الجلد هو أكبر أعضاء الجسم البشري من حيث المساحة والوزن، إذ يُقدّر بمساحة تبلغ حوالي اثنين متر مربع ووزن يصل إلى 5 كيلو جرامات تقريبًا. يتميز الجلدبكونه نسيجًا مرنًا وناعمًا، يتحلى بالمقاومة والعزل، ويتجدد باستمرار. وهو غطاء حي يتجدد باستمرار، يحمي الجسم من الأشعة فوق البنفسجية والكائنات الحية الدقيقة.

يجب الإشارة إلى أن وزن الجلد قد يختلف من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل مثل العمر، والجنس، والوزن الكلي للجسم. على سبيل المثال، يمكن أن يشكل الجلد حوالي 7% من وزن الجسم الكلي، وهذا يعني أن وزن الجلد قد يتراوح بين 1.5 - 4 كيلوجرامات تقريبًا

طبقات الجلد
طبقات الجلد ووظائفه الحيوية لحماية الجسم

طبقات الجلد ووظائفه الحيوية

طبقات الجلد 

يتألف الجلد من ثلاث طبقات رئيسية من الأنسجة، وهي: البشرة، والأدمة، والنسيج تحت الجلدي. تعمل طبقات الجلد معًا لتشكيل حاجز دفاعي فعّال يحمي الجسم من العوامل الخارجية والتهديدات البيئية.

١- طبقة البشرة

  •  البشرة هي الطبقة السطحية التي تتلامس مباشرةً مع البيئة الخارجية. تتكون البشرة من عدد كبير من الخلايا المتراصة بإحكام تُعرف بالخلايا الكيراتينية، والتي تشكل حاجزًا غير نافذ يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجلد.
  • تتكاثر الخلايا الكيراتينية الجديدة وتتحرك تدريجيًا نحو السطح، مُزيحة الخلايا القديمة بعيدًا عن موقع التكاثر. يستغرق الأمر حوالي 30 يومًا لتجديد البشرة بالكامل, وأثناء هذه العملية، تتحرك الخلاياالكيراتينية صعودًا وتصبح مسطحة
  • تفقد الخلايا الكيراتينية نواتها وتموت، لتُعرف بعد ذلك بالخلايا القرنية. تشكل هذه الخلايا الميتة طبقة مقاومة تُسمى الطبقة القرنية. وأخيرًا، تصل الخلايا القرنية إلى سطح الجلد ثم تتساقط تباعًا في عملية تُعرف بالتقشير.
  • يوجد على البشرة مسام دقيقة للغاية تُعرف بأنها فتحات للغدد العرقية المتواجدة في طبقة الأدمة. تتوزع هذه المسام بكثافة على سطح الجلد، وتظهر بشكل خاص في مناطق مثل الجبهة، وتحت الذراعين، وراحة اليد، وأخمص القدم. 
  • تحتوي الثقوب الصغيرة في الجلد، والتي تقدر بحوالي اثنين مليون مسام، على الكثير من الأوعية الدموية والأعصاب. تلعب هذه المسام دورًا في موازنة وتنظيم درجة حرارة الجسم من خلال الحفاظ على الماء وإفراز العرق (التعرق). بالإضافة إلى ذلك، يعمل الجلد كمصنع للفيتامينات، حيث يستخلص طاقته من أشعة الشمس لإنتاج فيتامين (د) الأساسي لتثبيت الكالسيوم في العظام 
  • يوجد الشعر على بشرة الإنسان ولكن بتوزيع متفاوت، حيث يظهر في بعض المناطق دون غيرها، مما يسهم في تنوع المظهر الجمالي للجسم.

مع العلم بأن البشرة ليست متصلة بشكل مباشر بالأوعية والشعيرات الدموية، ولكنها تتواصل معها عبر طبقة الأدمة. هذا الترتيب يسمح بتغذية البشرة وتزويدها بالأكسجين الضروري لوظائفها الحيوية.

٢-  طبقة الأدمة

الأدمة هي الطبقة السميكة من الجلد التي تحتوي على عدد كبير من الأوعية الدموية. لا شيء يستطيع التغلغل إلى الأدمة بسهولة، وهي تلعب دوراً مغذياً للجلد. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الأدمة دوراً مهماً في تنظيم درجة حرارة الجسم.

تحتوي الأدمة على الكولاجين والإيلاستين، وهما المسؤولان عن مرونة ومقاومة الجلد. كما تحتوي الأدمة أيضاً على بصيلات الشعر، والغدد الدهنية، والغدد العرقية التي تلعب دوراً مهماً في موازنة وتنظيم درجة حرارة الجسم عبر إفراز العرق.

الأدمة غنية بالمستقبلات الحسية التي تلعب دوراً مهماً في الكشف عن الضغط، والاهتزازات، والتمدد حول الجلد، والإحساس بدرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة.

٣- الطبقة الموجودة تحت الأدمة

الطبقة الموجودة تحت  طبقة الأدمة هي الطبقة الدهنية أو اللحمة. تحتوي هذه الطبقة على عدد كبير من الخلايا الدهنية، وتعمل على امتصاص الصدمات وحماية الجسم من درجات الحرارة المنخفضة , وتُعَدّ هذه الطبقة خزانًا مهمًا للطاقة.

وظائف الجلد

❶ الجلد يعتبر الخط الأول للدفاع في الجسم 

الجلديقوم بوظائف حيوية للحماية من العديد من الأخطار..لأنه يعمل كحاجز وقائي كما يلي:
  •  يوفر الجلد حماية ضد الصدمات والخدوش والجروح، مما يمنع الأضرار التي قد تصل إلى الأنسجة الداخلية.
  • - يساعد الجلد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم من خلال التنظيم الحراري ويحمي الأعضاء الداخلية من التغيرات الشديدة في درجات الحرارة.
  •  يعمل الجلد كحاجز يمنع دخول البكتيريا والفيروسات والملوثات، مما يقلل من خطر العدوى والأمراض.
  • يحمي الجلد الجسم من التعرض للمواد الكيميائية الضارة والسموم، ويمنع امتصاصها إلى داخل الجسم.

❷ يحافظ على رطوبة الجسم

الجلد يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على رطوبة الجسم، ويحميه من التشقق من خلال عدة آليات:

تحتوي البشرة على طبقة دهنية تساعد في الحفاظ على الرطوبة داخل الجلد ومنع تبخر الماء.

 تفرز الغدد العرقية العرق الذي يحتوي على الماء والأملاح، وعندما يتبخر العرق، يبرد الجلد ويحافظ على رطوبته.  

 يشكل الجلد حاجزًا يمنع فقدان الماء الزائد من الجسم، ويحافظ على التوازن الطبيعي للسوائل.

 يحتوي الجلد على بروتين يسمى الكيراتين يساعد في جعل الجلد مقاومًا للماء ويمنع فقدان الرطوبة

❸ يقلل الجلد من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية

الجلد يلعب دورًا حيويًا في حماية الجسم من الأشعة فوق البنفسجية (UV)، وهي جزء من الطيف الضوئي الذي يصدر من الشمس ويمكن أن يكون له آثار ضارة على الجلد والعيون. إليكم توضيج كيف يعمل الجلد على تقليل هذه الآثار:

  •  يحتوي الجلد على صبغة تسمى الميلانين، والتي تعمل كحاجز طبيعي يمتص الأشعة فوق البنفسجية ويحمي الخلايا من التلف.
  • الطبقة الخارجية للجلد، والمعروفة بالبشرة، تقوم بدور الحاجز الذي يحول دون وصول معظم الأشعة فوق البنفسجية إلى الطبقات الداخلية الأعمق من الجلد.
  •  عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية، يزيد الجلد من إنتاج الميلانين، مما يؤدي إلى تغميق لون الجلد وتوفير حماية إضافية.

 ❹ يعمل الجلد كعضو حسي

الجلد يعد أحد أكثر الأعضاء تعقيدًا وأهمية في الجسم البشري، ويقوم بدور حيوي كعضو حسي (يلمس، يكتشف درجة الحرارة) يمكننا من التفاعل مع العالم المحيط حيث يعمل في هذا السياق على النحو التالي:

الإحساس باللمس

يحتوي الجلد على شبكة معقدة من المستقبلات الميكانيكية التي تكتشف المحفزات الميكانيكية مثل الضغط والاهتزاز والتمدد. هذه المستقبلات موزعة بشكل غير متساوٍ في جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى اختلافات في الحساسية. على سبيل المثال، أطراف الأصابع مليئة بهذه المستقبلات، مما يمكننا من تمييز الأنسجة والأشكال المعقدة.

 إدراك درجة الحرارة

يتم تجهيز الجلد بمستقبلات حرارية تكتشف التغيرات في درجة الحرارة. فعندما ترتفع درجة الحرارة، ترسل هذه المستقبلات إشارات إلى الدماغ، مما يؤدي إلى استجابات مثل التعرق لتبريد الجسم. وفي الظروف الباردة، تعمل هذه المستقبلات على تحفيز الارتعاش لتوليد الحرارة، مما يساعد على الحفاظ على التوازن الداخلي للجسم. 

 الإحساس بالألم

تنبهنا مستقبلات الألم إلى المحفزات الضارة المحتملة مثل الضغط الشديد أو الحرارة أو المواد الكيميائية. تقوم هذه المستقبلات بنقل الإشارات إلى الدماغ، مما يؤدي إلى الإحساس بالألم. 

الألم يعمل كآلية وقائية تحذرنا من ضرورة إبعاد أنفسنا عن المواقف الضارة ومنع المزيد من الضرر.

❺ يساعد الجلد على تنظيم درجة الحرارة

يقوم الجلد باليات تعمل معًا للحفاظ على درجة حرارة الجسم ضمن مجال صحي ومستقر، مما يسمح للجسم بأداء وظائفه بكفاءة. إليكم شرحًا مفصلًا لكيفية قيام الجلد بهذه الوظيفة:

عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، تقوم الغدد العرقية بإفراز العرق على سطح الجلد. وعند تبخر العرق، يأخذ معه الحرارة من الجلد، مما يؤدي إلى تبريد الجسم.

 عند ارتفع الحرارة ايضاً تتسع الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد، مما يسمح بزيادة تدفق الدم وتبديد الحرارة, وهذا يساعد على خفض درجة حرارة الجسم.

 عند البرودة تتقلص الأوعية الدموية لتقليل تدفق الدم بالقرب من سطح الجلد، مما يحافظ على الحرارة داخل الجسم ويمنع فقدان الحرارة.

 توفر الدهون طبقة عازلة تحت الجلد تساعد على تقليل فقدان الحرارة في البرد وتقلل من اكتساب الحرارة في الحر.

❻ الجلد بعمل كجهاز مناعي

الجلد ليس مجرد غطاء خارجي للجسم، بل هو عضو مناعي متطور يقوم بدور حيوي في الكشف عن الالتهابات والدفاع ضد الأمراض. إليكم شرحًا مفصلًا لكيفية قيام الجلد بهذه الوظيفة:

  •  يشكل الجلد حاجزًا فيزيائيًا يمنع دخول الميكروبات ومسببات الأمراض إلى الجسم. هذا الحاجز يعزل الجسم عن المحيط الخارجي الذي يحتوي على عدد كبير من الميكروبات.
  •  الاستجابة المناعية عند حدوث التهابات جلدية يستجيب الجلد مناعيا من خلال توسع الأوعية الدموية الموجودة داخل الجلد، ما يسبب ظهور بقع حمراء في المنطقة المصابة. هذا التوسع يسمح بتدفق خلايا الدم البيضاء إلى المنطقة المصابة لمحاربة العدوى.
  • يحتوي الجلد على خلايا مناعية متخصصة مثل الخلايا اللانجرهانسية والخلايا البلعمية التي تلتقط المستضدات وتقدمها للجهاز المناعي لتحفيز استجابة مناعية.
  • يفرز الجلد أيضًا بروتينات مضادة للميكروبات تساعد في القضاء على البكتيريا والفيروسات والفطريات.
  • عند حدوث التهاب الجلد، يمكن أن تظهر أعراض مثل الاحمرار، الحكة، والطفح الجلدي، وهذه الأعراض تشير إلى أن الجلد يقوم بدوره في الكشف عن الالتهابات وتنشيط الاستجابة المناعية.

❼ الجلد مصنعًا طبيعيًا لفيتامين( د )

الجلد يعد أحد المصادر الرئيسية لفيتامين D في الجسم. حيث يتم تصنيع فيتامين D في الجلد عند تعرضه لأشعة الشمس. فتتحول مادة كيميائية تسمى 7-ديهيدروكوليسترول الموجودة في الجلد إلى شكل مبدئي من فيتامين D3، ومن ثم يتحول إلى فيتامين D3 النشط.

ويتمثل الدور الحيوي لفيتامين( د)حيث يرتبط بمستقبلات فيتامين D الموجودة على الخلايا في جميع أنحاء الجسم، حيث يؤدي وظائفه الحيوية مثل تثبيت نمو الخلايا، تحفيز إنتاج الأنسولين، وزيادة امتصاص الكالسيوم الضروري لصحة العظام.

❽ الجلد الصحي يعكس الجمال والجاذبية

يعتبر الجلد مؤشرًا على الصحة العامة والعناية الشخصية , فالجلد الصحي يساهم في الجمال من خلال:

  •  التمتع بمظهر نضر ومشرق، مما يزيد من الجاذبية الطبيعية.
  • الإشارة إلى الشباب والحيوية من خلا رطوبته ونعومته
  • التوحيد في اللون لخلوه من البقع وفرط التصبغ فيكون أكثر جاذبية،
  • الخلو من العيوب مثل الحبوب والندبات يعزز الثقة بالنفس ويساهم في الجاذبية الشخصية.
  • يقاوم الجلد علامات الشيخوخة مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة، مما يحافظ على مظهر شاب.
مواضيع ذات صلة 

صحتك 360
صحتك 360
تعليقات