مَراحِل نُمُو الشِّعْر تُمثِّل سِلْسلة مُعَقدَة مِن العمليَّات اَلتِي تَتَأثَّر بِعدَّة عَوامِل فَكُل شِعْرِه على الجسْم تَمُر بِمراحل نُمُوهَا الخاصَّة عِنْد اِكتِمال دَورَة نُمُو شَعرَة مُعَينَة ، تَبدَأ دَورَة جَدِيدَة لِشعْرة أُخرَى ، مِمَّا يَضمَن اِسْتمْرار تَكوِين وَنمُو الشِّعْر بِشَكل دَائِم .
![]() |
مراحل نمو الشعر ( أناجين ، كاتاجين ، تيلوجين ، إكسوجين ) |
مراحل نمو الشعر
يختلف شعر الرأس من شخص لآخر في عدة جوانب مثل الطول والكثافة واللون والملمس، مما يُعطي كل شخص هوية فريدة ، ويمربأربع مراحل رئيسية خلال دورة حياته هي:
⦁ مرحلة النمو النشط (أناجين)
تُعتبر هذه المرحلة من مراحل نمو الشعر الأساسية في دورة حياته ، حيث يتواجد حوالي 90% من الشعر في هذه المرحلة, وفي هذه المرحلة تحدث عملية انقسام الخلايا بشكل مكثف في جذور الشعر، مما يؤدي إلى نمو مستمر وثابت بمعدل يقارب 1 سنتيمتر كل 28 يومًا , وتبلغ مدة هذه المرحلة بين 2 إلى 6 سنوات، وهي تُمثل الفترة الزمنية الأطول في دورة نمو الشعر.
⦁ مرحلة التراجع (كاتاجين)
تُعد هذه المرحلة الانتقالية في دورة حياة الشعر، حيث يشهد أقل من 10% من الشعر عملية انتقالية قصيرة تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع, ,وخلال هذه المرحلة من مراحل نمو الشعر يتوقف الشعر عن النمو ويدخل في مرحلة الضمور، حيث يتقلص الشعر ويفقد اتصاله بفروة الرأس, وتُمهد الطريق لدخول الشعر في مرحلة التساقط التالية.
⦁ مرحلة الراحة (تيلوجين)
تُمثل هذه المرحلة فترة استراحة لنسبة تتراوح بين 5% إلى 10% من إجمالي الشعر, وفي هذه المرحلة يظل الشعر ثابتًا دون تغيير في الطول أو الشكل، ويستمر هذا الوضع لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر, و في نهاية هذه المرحلة يبدأ تساقط الشعر بشكل طبيعي، ممهدًا الطريق لنمو شعر جديد.
⦁ مرحلة التساقط (إكسوجين)
هذه المرحلة هي امتداد لمرحلة التيلوجين، حيث يتساقط الشعر من فروة الرأس، ويبدأ نمو الشعر الجديد من جريب الشعر نفسهتُعتبر مراحل نمو الشعر جزءًا من العملية الطبيعية لتجديد الشعر، حيث يتساقط الشعر القديم ويحل محله شعر جديد. ومن الجدير بالذكر أن فقدان ما يصل إلى 100 شعرة يوميًا يُعتبر أمرًا طبيعيًا خلال مرحلة التساقط.
العوامل التي تؤثر على صحة الشعر
❶ العوامل الوراثية
الجينات هي الوحدات الأساسية للوراثة في الكائنات الحية لذلك فهي تلعب دورًا كبيرًا في تحديد خصائص الشعر مثل الكثافة واللون والميل للإصابة بالصلع مبين أدناه :-
- كثافة الشعر يعزى إلى الجينات لأن عدد بصيلات الشعر الموجودة في فروة الرأس يتحدد بشكل رئيسي بواسطة الجينات، حيث أنها تؤثر على عدد بصيلات الشعر التي تنمو في الجلد. وبالتالي فإن الأشخاص الذين يورثون جينات معينة قد يكون لديهم شعر أكثر كثافة بسبب ارتفاع عدد بصيلات الشعر في فروة رؤوسهم..
- لون الشعر تحدده الجينات من خلال التحكم في إنتاج صبغة الميلانين. بسبب وجود جينات مختلفة مسؤولة عن إنتاج الميلانين الأسود والبني والأحمر والأشقر.
- الصلع الوراثي المعروف أيضًا باسم الصلع الذكوري النمطي، يتأثر بشكل كبير بالجينات، لذا الأشخاص الذين يحملون جينات معينة لديهم ميل أكبر لتجربة تساقط الشعر في سن مبكرة.
- شكل الشعر ونسيجه يتأثر أيضا سواء كان مستقيمًا أو مموجًا أو مجعدًا, وهذا يعتمد على الشكل الذي تأخذه بصيلة الشعر والطريقة التي ينمو بها الشعر من البصيلة.
- مع التقدم في العمر تحدث تغيرات في الجينات فتؤثر على خصائص الشعر ، مثل تقليل إنتاج الميلانين مما يؤدي إلى الشيب.
- التفاعل بين الجينات والعوامل البيئية من العوامل التي تؤثر على صحة الشعر ومظهره لأن الجينات تحدد الخصائص الأساسية للشعر.
❷ العوامل الهرمونية
الهرمونات تلعب دورًا حيويًا في تنظيم العديد من الوظائف البيولوجية في الجسم، بما في ذلك صحة الشعر ونموه. حيث تؤثر هرمونات الغدة الدرقية، والغدة الكظرية، والهرمونات الجنسية على الشعر كما يلي:
◾ هرمونات الغدة الدرقية
(ثيروكسين T4 وثلاثي يودوثيرونين T3) هي الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الأيض وتؤثر بشكل مباشر على مراحل نمو الشعر في دورة حياته لذلك فإن قصور الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ نمو الشعر وتساقطه، بينما فرط نشاط الغدة الدرقية قد يسبب نمو الشعر الزائد أو تساقطه.
◾ هرمونات الغدة الكظرية
(الكورتيزول والأندروجينات) حيث يعرف الكورتيزول بأنه هرمون الإجهاد، يمكن أن يؤثر سلبًا على نمو الشعر عندما يكون مستواه مرتفعًا لفترات طويلة, والأندروجينات، مثل التستوستيرون وديهدروتستوستيرون (DHT)، يمكن أن تؤثر على نمو الشعر في مناطق مختلفة من الجسم وتلعب دورًا في الصلع الوراثي.
◾ الهرمونات الجنسية
(الإستروجين والبروجسترون) فالإستروجين يمكن أن يساعد في تعزيز نمو الشعر ويحافظ على كثافته، بينما انخفاض مستويات الإستروجين يمكن أن يؤدي إلى ترقق الشعر كما يحدث أثناء انقطاع الطمث, والبروجسترون يمكن أن يساعد في منع تحويل التستوستيرون إلى ( DHT ) الهرمون المسؤول عن تساقط الشعر. لذلك فإن التوازن الهرموني مهم للحفاظ على صحة الشعر لأن الاختلالات الهرمونية يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من مشاكل الشعر مثل ( التساقط، والترقق، وتغيرات في النسيج واللون)
❸ التغذية والماء
العناصر الغذائية والماء مهمة في كل مراحل نمو الشعر لينمو بشكل صحي وقوي تتمثل هذه العناصر في الآتي :- البروتينات فمن المعروف أن الشعر مكون بشكل أساسي من البروتين، لذلك فإن نقص البروتين في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه.
- الفيتامينات هامة لصحة الشعر ونموه وبالذات فيتامين A لأنه يساعد على إنتاج الزهم الذي يرطب فروة الرأس ويحافظ على صحة الشعر و يحمي الشعر من التلف الناتج عن الجذور الحرة, وفيتامينات( B) خاصة البيوتين مهمة لقوة الشعر ونموه.
- المعادن مثل (الحديد والزنك ) فالحديد يساعد الخلايا الحمراء على نقل الأكسجين إلى بصيلات الشعر، وهو ضروري لنمو الشعر, أما الزنك فهو يساعد في إصلاح الشعر ونموه, ونقص هذه المعادن يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر.
- الأحماض الدهنية مثل( أو ميغا 3 , وأوميغا 6 ) ضرورية لصحة الشعر لأنها تساعد على منع جفاف فروة الرأس وتعطي الشعر لمعانًا وقوة.
- الماء ضروري لنقل العناصر الغذائية الضرورية إلى بصيلات الشعر للحفاظ على صحة الشعر ورطوبته.
❹ العوامل البيئية
العوامل البيئية مثل الطقس والملوثات البيئية من العوامل التي تؤثر على صحة الشعر ونموه بشكل كبير اليكم شرحاً مفصلا لطرقية تأثير هذه العوامل :-⦁ عند التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة فإن أشعة الشمس فوق البنفسجية يمكن أن تضر بالشعر، مما يؤدي إلى جفافه وتكسره, فهي تتلف الطبقة الخارجية للشعرة وتقلل من قوتها ولمعانها.
⦁ الرطوبة والحرارة لهما دور مهم في التأثير على صحة الشعر ونموه . لأن الرطوبة العالية تجعل الشعر مجعدًا وصعب التحكم به، بينما الهواء الجاف يسبب جفاف الشعر وتقصفه , والحرارة الشديدة تؤدي إلى فتح البصيلات، مما يجعل الشعر أكثر عرضة للتلف.
⦁ التلوث بالجسيمات الدقيقة والغازات الملوثة مثل أكاسيد النيتروجين والكبريت يمكن أن تتراكم على فروة الرأس والشعر، مما يؤدي إلى تلف الشعر وتساقطه لأن الملوثات تسد المسام وتحرم بصيلات الشعر من الأكسجين اللازم لنموها.
⦁ المياه التي تحتوي على نسبة عالية من المعادن ( المياه العسرة ) يمكن أن تؤثر على صحة الشعر لأنها تسبب ترسبات على الشعر وفروة الرأس وتؤدي إلى جفافه وتلفه.
❺ استخدام منتجات غير مناسبة لنوع الشعر
يصنف الشعر إلى أربع فئات رئيسية هي الشعر( الجاف، والدهني، والعادي ، و المختلط. ). , استخدام منتجات العناية غير المناسبة لنوع الشعر من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الشعر ، وذلك لأن كل نوع من الشعر له خصائص واحتياجات مختلفة. إليكم التفاصيل :-الشعر الجاف: تجاهل منتجات العناية المناسبة للشعر الجاف قد يؤدي إلى تفاقم جفافه، وفقدان اللمعان، وزيادة الهشاشة والتقصف، بالإضافة إلى صعوبة في التصفيف نتيجة الخشونة والتشابك.
الشعر العادي: إهمال استخدام المنتجات الملائمة للشعر العادي قد يُفقده التوازن الضروري بين الترطيب والتنظيف، ويُغير ملمسه مما يؤثر على نعومته ولمعانه، ويُسبب تقصف الأطراف الذي يؤثر على صحة الشعر ومظهره، ويُصعب التصفيف.
الشعر الدهني: إغفال استخدام الِمنتجات المخصصة للشعر الدهني قد يزيد من الإفرازات الدهنية، ويُسبب تراكم الزيوت وانسداد المسام مما يؤدي إلى مشاكل فروة الرأس ويجعل الشعر يبدو ملتصقًا وصعب التصفيف.
الشعر المختلط: الإخفاق في معرفة منتجات العناية المناسبة للشعر المختلط قد يؤدي إلى مشاكل متعددة، حيث قد يصبح الجزء الدهني أكثر دهنية وثقلاً، بينما تزداد جفاف وتقصف الأجزاء الجافة، مما يُسبب صعوبة في التحكم وتصفيف الشعر، ويؤثر سلبًا على المظهر العام وصحة الشعر.
❻ الحالة الصحية العامة
توجد علاقة قوية بين صحة الجسم بشكل عام وصحة الشعر ونموه تتمثل في الآتي :- يحدث فقر الدم عندما لا يحتوي الدم على كمية كافية من خلايا الدم الحمراء الصحية أو الهيموجلوبين، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الأنسجة، بما في ذلك بصيلات الشعر. هذا النقص يمكن أن يضعف الشعر ويسبب تساقطه.
- قصور الغدة الدرقية (نقص نشاطها) وفرط نشاطها. فقصور نشاطها يمكن أن يبطئ من عملية نمو الشعر ويجعله هشًا وأكثر عرضة للتساقط. من ناحية أخرى فرط نشاطها يمكن أن يسبب تساقط الشعر بشكل مفاجئ.
❼ الحالة النفسية
الحالة النفسية التي يمرّ بها الشخص في أوقات , أو بشكل مستمر، تعتبر من العوامل التي تؤثر على صحة الشعر تأثيراً كبيرا ، حيث يوجد علاقة وثيقة بين الحالة النفسية وتساقط الشعر، فالتوتر والإجهاد والضغط النفسي لهم تأثير كبير على الصحة النفسية والجسمية، ومنها زيادة تساقط الشعر لدى الرجال والنساء . ينتج بعض الأحيان عن الحالة النفسية السيئة نتيجة القلق والتوتر والأرق، بعض الحالات المرضية الجسدية، مثل خلل واضح في ضغط الدم، بالتالي فإنّ تساقط الشعر يرتبط بهذه الحالة، وبسبب عدم توفُّر الضخّ الكافي للدم باتجاه الرأس، ممّا ينتج عنه ضعف في نمو الشعر وإفراز البصيلات.
لا ريب أنّ الحالة النفسية الصعبة تُلقي بظلالها على مختلف جوانب حياتنا، بما في ذلك صحتنا الجسدية. ففي ظلّ الضغوطات النفسية، تُصبح الخلايا الجسمية عرضةً للشيخوخة المبكرة، ممّا يُؤثّر بدوره على الخلايا المرتبطة بنمو الشعر.
❽ الممارسات اليومية غير الصحية
الممارسات اليومية غير الصحية من العوامل التي تؤثر على صحة الشعر ومظهره بشكل كبير . فيما بلي توضيحاً مفصلًا لكيفية تأثير هذه الممارسات:- استخدام الماء الساخن جدًا يمكن أن يضر بالشعر ويجففه، بينما الماء البارد يمكن أن يساعد في إغلاق البصيلات والحفاظ على الرطوبة.
- التسريحات الضيقة مثل ذيل الحصان المشدود أو الضفائر الصارمة قد تُفرِط في شد الشعر وفروة الرأس، مما يؤدي إلى توترهما وقد يُسهم ذلك في تساقط الشعر تدريجيًا.
- الاستخدام المفرط لأدوات التصفيف بالحرارة مثل مجففات الشعر ومكاوي التجعيد يمكن أن يؤدي إلى تلف الشعر وتقصفه.
- الصبغات ومواد الفرد الكيميائية يمكن أن تضعف الشعر وتتلفه إذا استخدمت بشكل مفرط ومتكرر.
- النوم على الوسائد القطنية يمكن أن يسبب الاحتكاك ويؤدي إلى تكسر الشعر
❾ تأثير التدخين السلبي
التدخين يعد عامل من العوامل التي تؤثر على الشعر بعدة طرق والتي تشمل ما يلي :-◾ النيكوتين الموجود في السجائر يضيق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى فروة الرأس. هذا يؤدي إلى تقليل كمية الأكسجين والمواد المغذية التي تصل إلى بصيلات الشعر، وهي ضرورية لنمو وصحة الشعر.
◾ المواد الكيميائية الضارة في دخان السجائر يمكن أن تسبب تلفًا في الحمض النووي لبصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تغيير في دورة نمو الشعر فيؤدي الى تساقطه.
◾ التدخين قد يسبب التهابًا في بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر و يعيق نموه
◾ التدخين يؤثر على مستويات الهرمونات في الجسم، والتي بدورها تؤثر على نمو الشعر ودورته.
❿ الآثار الجانبية لبعض الأدوية
تتعدد الأدوية التي قد تحمل آثارًا جانبية على صحة الشعر وتؤدي إلى تساقطه ، منها علاجات السرطان التي تستهدف الخلايا سريعة النمو، بما في ذلك خلايا الشعر، مما ينتج عنه تساقط مؤقت للشعر. تشمل هذه الأدوية أدوية تنظيم مستويات هرمونات الغدة الدرقية، وأدوية النقرس مثل الألوبيورينول، ومضادات التخثر كالوارفارين والهيبارين.تعتبر حاصرات بيتا المستخدمة في علاج أمراض القلب والضغط، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لضغط الدم المرتفع، والهرمونات الأنثوية والذكرية كحبوب منع الحمل وأدوية التستوستيرون، من العوامل التي تؤثر على صحة الشعر و تساهم في تساقطه ، بالإضافة إلى ذلك بعض مضادات الاكتئاب وأدوية مضادات التشنجات كحمض الفالبرويك والترايميثاديون لها تأثيرات مشابهة.
لذا يُنصح بالتشاور مع الطبيب حول هذه الآثار وإمكانية تعديل العلاج للحد من تساقط الشعر. يمكن للطبيب تقديم بدائل أو تعديل الجرعات لتقليل التأثيرات الجانبية، مما يساعد في الحفاظ على صحة الشعر وتقليل التساقط.