تُعد السمنة من أبرز مشكلات الصحة العامة في عصرنا الحالي، فهي لا تقتصر على من يتناول الطعام بكثرة فقط، بل تشمل أيضًا من يأكل بكميات قليلة. هذه الظاهرة المتنامية تسهم في ظهور العديد من الأمراض المرتبطة بها.
الخطورة في السمنة تكمن في أنها لا تظهر فجأة، بل يزداد وزن الشخص تدريجيًا على مدار الأشهر والسنوات دون أن يدرك أضرار السمنة على صحته. إن زيادة الوزن أو السمنة تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكبد الدهنية، وأمراض الكلى، وغيرها من المشكلات
مؤشركتلة الجسم ((BMI)
هو مؤشر بسيط يستخدم لقياس الوزن مقابل الطول ويُستخدم عادة لتصنيف الأشخاص البالغين إلى فئات الوزن الطبيعي، وفرط الوزن، والسمنة، ويُحسب منسب كتلة الجسم ( مؤشر كتلة الجسم ) بقسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالمتر (كغ/م2).
ويُعتبر الشخص مصاباً بالسمنة عندما يمتلك مؤشّر كتلة جسم أكبر من 30، بينما يعتبر الشخص مصاباً بزيادة الوزن عندما يتراوح مؤشّر كتلة الجسم لديه ما بين 25 إلى 30
مثال لحساب مؤشر كتلة الجسم
إذا كان يبلغ وزن شخص120 كيلو جرام وطوله 170 سم . فإن مؤشر كتلة الجسم لديه = 120كغ / ( 1,7م )2
= 41,52 كغ / م2
من خلال نتيجة مؤشر الكتلة للشخص يتضح يأن الشخص يعاني من السمنة من الدرجة الثالثة ( فرط السمنة )
بعض العيوب الرئيسية لمؤشر كتلة الجسم
مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو أداة شائعة الاستخدام لتقييم الوزن بالنسبة للطول، لكنه لا يخلو من العيوب والمآخذ التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند استخدامه لتقييم الحالة الصحية. فيما يلي بعض العيوب الرئيسية لمؤشر كتلة الجسم:-
فعلى سبيل المثال، قد يكون لدى الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية كتلة عضلية أكبر نسبيًا من الأشخاص من أصول أوروبية، وبالتالي قد يكونون مصنفين على أنهم يعانون من السمنة بينما هم في الواقع يتمتعون بوزن صحي. لذلك، من المهم مراعاة الخلفية العرقية عند تقييم مؤشر كتلة الجسم.
البدائل والمكملات لمؤشر كتلة الجسم
⑴ قياسات نسبة الدهون في الجسمقياسات نسبة الدهون في الجسم أكثر دقة في تقييم المخاطر الصحية المرتبطة بالوزن مثل : قياس طية الجلد (Skin Caliper) , تحليل المعاوقة الكهربائية البيولوجية (BIA)، مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (Dexa scanning , الوزن المائي الثابت (Hydrostatic weighting)
⑵ محيط الخصر
يعد قياس الخصر طريقة أخرى للتحقق من مخاطر الإصابة بالظروف المرتبطة بالوزن. يعتبر حجم الخصر الذي يزيد عن 40 بوصة ( 101.6 سم ) للرجال أو 35 بوصة (88.9 سم) للنساء مرتفعًا.
⒞ نسبة الخصر إلى الطول
نسبة الخصر إلى الطول) هي مقياس يستخدم لتقييم توزيع الدهون في الجسم. يتم حسابها عن طريق قسمة محيط الخصر على الطول. يُعتبر هذا المقياس أكثر دقة من مؤشر كتلة الجسم (BMI) في التنبؤ بالمخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة. يُعتبر محيط الخصر صحي عندما يكون محيط الخصر أقل من نصف الطول. على سبيل المثال، إذا كان طول الشخص حوالي 170 سم، يجب أن يكون محيط خصره أقل من 85 سم
يجب أن تكون هذه القياسات معتمدة على البالغين فقط، ولا تنطبق على الأطفال والنساء الحوامل أو الذين يمتلكون أشكال جسدية غير نمطية مثل الرياضيين ذوي الكتلة العضلية الكبيرة.
أعراض السمنة المفرطة
السمنة المفرطة، التي تُعرف أيضًا بالسمنة الشديدة أو السمنة المرضية، تُمثل حالة صحية خطيرة تتميز بتراكم الدهون بمستويات تفوق المعدلات الطبيعية، مما ينتج عنه مجموعة من الأعراض والمضاعفات التي تُعيق الأداء اليومي وتُسبب تأثيرات سلبية ملموسة على جودة حياة الأفراد. تشمل الأعراض الرئيسية للسمنة المفرطة ما يلي:
- مؤشر كتلة الجسم (BMI) يكون عادةً 40 أو أكثر.
- زيادة خطر الإصابة بالسكري خاصة النوع الثاني من السكري.
- يشعر الشخص المصاب بالسمنة المفرطة بصعوبة في التنفس، خاصة عند القيام بنشاط بدني حتى لوكان بسيط.
- ألم في المفاصل والظهر والركبة نتيجة للضغط الزائد على الهيكل العظمي يعد من أهم أعراض السمنة
- التعرق المفرط حتى في حالة عدم بذل مجهود كبير
- قد تحدث التهابات فطرية أو بكتيرية في طيات الجلد، وظهور طفح جلدي.
- الشعور بالتعب الشديد والإرهاق المستمر.
- اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم
- ارتفاع ضغط الدم مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
- الشعور بالاكتئاب، القلق، وانخفاض تقدير الذات.
- تورم في القدمين والكاحلين نتيجة لتراكم السوائل.
- صعوبة في التحرك أو ممارسة الأنشطة الروتينية نتيجة للوزن الزائد على قدرة أعضاء وأجهزة الجسم .
- حرقة المعدة والارتجاع المعدي المريئي، وبعض الأحيان الإمساك.
الوقاية من السمنة
الوقاية من السمنة تتطلب التزامًا طويل الأمد بنمط حياة صحي ومتوازن. فمن خلال اتباع الطرق التالية يمكن الوقاية من خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها.
❶ ممارسة اللياقة البدنية
تعد اللياقة البدنية من أهم طرق الوقاية من السمنة مثل المشي ، واليوغا ، والركض، وركوب الدراجة، والسباحة. تساعد في حرق السعرات الحرارية وحرق الدهون . من المهم ممارسة التمارين بانتظام على الأقل 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط البدني المكثف أسبوعياً وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
❷ الالتزام بنظام غذائي متوازن
تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية يعد من طرق الوقاية من السمنة، وكذلك تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة والمتحولة
❸ شرب الماء الكافي
شرب الماء الكافي يعد من طرق الوقاية من السمنة للأسباب التالية :
- شرب الماء يساعد في تقليل كمية الطعام المتناولة، مما يساهم في تقليل السعرات الحرارية المستهلكة خاصة اذا تم الشرب قبل الوجبات
- شرب الماء بدلا عن المشروبات الغازية والعصائر المحلاة يقلل من كمية السكر والسعرات الحرارية المستهلكة
- يعزز الماء عملية الهضم ومنع الإمساك، مما يساهم في الشعور بالراحة والوقاية من الانتفاخ.
❹ النوم الكافي
النوم الكافي يلعب دورًا مهمًا في الوقاية من السمنة. لأن النوم يؤثر على استقلاب الغلوكوز وعمل الغدد الصم العصبية، وبالتالي يُساهم في الوقاية من السمنة.
ولكي يقوم النوم بهذا الدور، يُفضل الحصول على 7-8 ساعات من النوم في الليل، لأن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالسمنة. ولتنظيم الساعة البيولوجية وتحسين جودة النوم، يجب أن يكون النوم والاستيقاظ في نفس الأوقات يوميًا، مع جعل غرفة النوم هادئة ومظلمة ومريحة، وتجنب استخدام الهواتف المحمولة قبل النوم
❺ الاعتدال في تناول الطعام
تناول كميات معقولة من الطعام يعد جزءًا مهمًا من الوقاية من السمنة وهذا يتفق مع حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: ( ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)
هذا الحديث يوضح أهمية الاعتدال في تناول الطعام، حيث ينصح النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الإفراط في الأكل، والاكتفاء بكمية قليلة تكفي للحفاظ على الصحة والنشاط. إذا كان لا بد من تناول كمية أكبر، فيجب تقسيم المعدة إلى ثلاثة أجزاء: ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للتنفس
أصل تسمية السمنة
كلمة " سمنة
" مشتقة من( سمن)، وتدل على حالة زيادة الدهون في الجسم فوق المستوى
الطبيعي أو الضروري لوظائف الجسم. هذا التراكم يتجاوز الحدود الفسيولوجية
للجسم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة
ويُعتقد
أن كلمة ( سمنة ) مشتقة من الكلمة اللاتينية [ obesus ]، والتي تعني
الشخص الذي يكون سمينًا بسبب تناول الطعام. هذا المصطلح يُستخدم لوصف حالة
تراكم الدهون الزائدة في الجسم بما يؤثر سلبًا على الصحة.
السمنة وفرط الوزن
السمنة وفرط الوزن
هما حالتان غير صحيتان تنتجان عن تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون في
الجسم، نتيجة للاختلال في ميزان الطاقة بالجسم، حيث تكون معدلات الحرق
للطعام كوقود أقل من الطاقة المختزنة في الجسم. التي تأتي عن طريق الغذاء
الذي يتناوله الإنسان. وهذا يمكن أن يشكل خطراً على الصحة.
مواضيع ذات صلة