الحجامة هي طريقة علاجية قديمة تستخدم لعلاج عدة أمراض، وتعتمد على تحديد المواقع المصابة في الجسم وفقاً لخرائط محددة. لكل مرض خريطة ونقاط محددة، والهدف من الحجامة هو إزالة السموم من الجسم عبر الدم.
أيام وأوقات الحجامة المفضلة
الجانب الأول: الحجامة للوقاية تتعلق برغبة الشخص بعمل الحجامة للوقاية من الأمراض مثل اختيار فصل من فصول السنة وفي هذه الحالة يفضل عمل الحجامة في الأيام التي تتوافق مع التوجيهات النبوية التي تشير إلى أن الأوقات المثلى لإجراء الحجامة هي في الأيام 17، 19، 21 من كل شهر قمري ( هجري ) وتُعتبر هذه الأيام مفضلة لأنها تتزامن مع أطوار معينة من القمر، وهناك اعتقاد بأن تأثير القمر على السوائل الأرضية، مثل المد والجزر، يمكن أن يكون له تأثير مماثل على السوائل في جسم الإنسان
![]() |
صورة رمزية عن الحجامة المثلى |
تتعلق بالحالة المرضية التي لا تتحمل التأخير فيفضل اجرائها في أيام الاثنين، والثلاثاء، اضافة الى الخميس أو في أي يوم من أيام الأسبوع عداء يوم الأربعاء وحتى لو كان يوم 17 أو 19 أو 21 وتزامن انه يوم الاربعاء لا ينصح بعمل الحجامة لأنه يوم مرضي شؤم . من الجدير بالذكر أن الفترة العلاجية لمعظم الحالات تستغرق بين 4 إلى 6 جلسات علاجية، مع فترة تتراوح بين 3 إلى 10 أيام بين كل جلسة والأخرى. يُنصح بأن تكون جلسة العلاج في ساعات الصباح الباكر قبل اشتداد الحر، وقبل تناول أي أطعمة.
الطب الشعبي يعتبر مصدراً هاماً للمعرفة والتجارب التي تم تدوينها عبر الأجيال. هذه المعرفة لا تتكون من تجربة واحدة فقط، بل تتراكم من خلال تكرار العمليات والملاحظات، سواء كانت سلبية أو إيجابية. الأمور التي تم تدوينها في الطب الشعبي تحمل قيمة كبيرة، ويمكن أن توفر لنا معلومات قيمة ومفيدة
من بين هذه المعلومات أن هناك إعتقاد شائع بأن يوم الأربعاء ليس اليوم المثالي للقيام بالحجامة. يعود هذا الاعتقاد إلى القصص الدينية والشعبية، حيث يقال أن سيدنا أيوب عليه السلام أُصيب بمرضه في يوم الأربعاء. هذا اليوم أصبح بالتالي رمزاً للابتلاء والمرض، ولذا يتم تجنبه في بعض العمليات العلاجية مثل الحجامة وغيرها من الأمراض بينما الاثنين يُعتبر رمزًا للشفاء لأنه شفي فيه.
أهم أماكن تطبيق الحجامة
الظهر: يُعتبر الظهر أكثر مكان يُستخدم لتطبيق الحجامة حيث يتم استخدامه لعلاج آلام الظهر والعضلات. الصدر: يُستخدم أيضًا لتطبيق الحجامة، ويمكن أن يكون مفيدًا لمشاكل التنفس والصدر.
البطن: يُعتبر مكانًا شائعًا للحجامة، ويُستخدم لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي.
الأرداف والسيقان: يُستخدمان أيضًا لتطبيق الحجامة.
وهناك أماكن في الجسم لعمل الحجامة يحددها طبيب الحجامة حيث هو أدرى بتحديد أماكن الحجامة حسب خريطة عضلات وأعصاب الجسم وتشريحه , وحسب نوع المرض الذي يتم علاجه نظرا أن لكل مرض النقاط الخصة به لعمل الحجامة
أنواع الحجامة
أ) الحجامة الجافة
تعتبر طريقة تستند إلى وضع كؤوس على الجلد بهدف إحداث تأثير الشفط. تُسخّن هذه الكؤوس من الداخل قبل وضعها على الجلد، وهذا يتم عبر إشعال كرة من القطن مُشرّبة بالكحول داخل الكأس، مما يخلق فراغًا بداخله. بالاستعانة بالطرق الحديثة، يقوم جهاز شفط بسحب الهواء من الكؤوس، مما يؤدي إلى رفع الجلد داخلها بفعل التأثير الناتج عن الفراغ والفرق في الضغط. هذه الطريقة الفريدة تمكّن من استهداف مناطق محددة في الجسم لأغراض متعددة، مثل تعزيز تدفق الدم وتخفيف الألم وغيرها من الفوائد.
ومما يؤخذ على الحجامة الجافة أنها تنقل الالم من مكان الى آخر وهي تعطي نتائج مؤقته. أو راحه مؤقته. لكن سرعان ما يظهر الألم من جديد. وفي اماكن جديده ليس في المكان الأول وبالتالي ليست طريقة فعالة لإزالة الألم نهائيا من كل الجسم.
ب) الحجامة الرطبة
الحجامة الرطبة هي أسلوب علاجي يهدف إلى استخلاص الدم الفاسد من الجسم. يتم تنفيذ هذه العملية بواسطة الوخز في الجلد بإستخدام إبرة مخصصة، أو عبر تشريط المنطقة المحددة باستخدام شفرة جراحية معقمة وفقاً للخريطة الخاصة بكل حالة مرضية.بعد ذلك، يتم وضع الكؤوس المفرغة من الهواء على مناطق الجلد التي تم فيها الوخز أو التشريح، مما يساعد في استخلاص كمية صغيرة من الدم الفاسد
تعد الحجامة الرطبة وسيلة فعالة لإزالة السموم من الدم وتحسين صحة الكلى والدورة الدموية. ومن الجدير بالذكر أن الحجامة الرطبة تعتبر الأكثر فائدة، حيث تعمل على إخراج الدم الفاسد من الجسم.
الحجامة تتطلب معرفة وخبرة
الحجامة هي عملية تتطلب معرفة وخبرة واحترام للقواعد الصحية ودقة في التنفيذ، ويجب أن يكون الشخص الذي يقوم بها مدركًا للعديد من الجوانب الهامة اهمها مايلي .
❶ يجب على الحاجم أن يكون على دراية بتشريح الجسم، بما في ذلك الأعصاب والعضلات وخريطة نقاط الحجامة لكل مرض والنقاط الحساسة . هناك نقاط معينة في الجسم يمكن أن تكون خطيرة إذا تم التعامل معها بشكل غير صحيح، ويجب أن يتعامل معها فقط المتخصصون..
❷ يجب أن يكون الحاجم على دراية بالظروف الصحية للمريض. على سبيل المثال، إذا كان المريض يتناول الأسبرين أو الثوم، اللذين يمكن أن يسببا سيولة الدم، قد يكون من الخطر إجراء الحجامة. في هذه الحالة، يجب أن يتوقف المريض عن تناول هذه الأدوية والأطعمة لمدة أربعة إلى خمسة أيام على الأقل قبل الحجامة.
❸ يجب أن يتم فحص الدم للتأكد من أن المريض لا يعاني من فقر الدم الشديد. فقد يكون من الخطر إجراء الحجامة، وقد يكون من الضروري تقوية نسبة الدم أولاً.
❹ يجب التأكد من أن المريض لا يعاني من أمراض فيروسية مثل التهاب الكبد الوبائي. التعامل مع الدم يتطلب الحذر الشديد والالتزام بالقواعد الصحية الهامة لضمان سلامة الجميع.
الحجامة والسنة النبوية
الحجامة من طرق العلاجات النبوية التي غفل عنها الناس، ولها فوائد صحية كثيرة، وهي دواء لكثير من الأمراض، فالناس اليوم غافلون عن هذا الدواء النبوي. وقد وردت أحاديث صحيحة عديدة في فضل الحجامة، منها:
فقد ثبت عند الترمذي في الشمائل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمثل ما تداويتم به الحجامة"
وثبت في سنن أبي داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة
وثبت عند ابن ماجه من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي: يا محمد عليك بالحجامة"، فالملائكة أرشدت النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الأمر.
وقد ثبت في سنن أبي داود عن أبي كبشة الأنماري قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ويقول: "من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء"، فقد احتجم صلى الله عليه وسلم على هامته أي: رأسه، وبين كتفيه، وثبت أنه احتجم صلى الله عليه وسلم على قدمه.
وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من احتجتم لسبع عشر وتسع عشر وإحدى وعشرين كان شفاءً من كل داء"، وثبت عند الترمذي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبعة عشر ويوم تسعة عشر ويوم إحدى وعشرين.
لمحة تاريخية عن الحجامة
الحجامة هي من الطرق القديمة جداً للعلاج، وقد استخدمتها العديد من الحضارات والأقوام بطرق مختلفة. فالآشوريون، على سبيل المثال، استخدموا الحجامة منذ 3300 ق.م، حيث أظهرت نقوش المقابر استخدامهم لها لعلاج بعض الأمراض. وكذلك الفراعنة، الذين مارسوا الحجامة لعلاج بعض الأمراض منذ 2200 ق.م، ودلت نقوش المقابر على ذلك.
ومن الجدير بالذكر أن قوم لوط استخدموا الحجامة بطريقة مختلفة، حيث كانوا يرمون المريض بالحجارة حتى يفسخ رأسه وينزل الدم، وكانوا يقولون له حينئذ: "لقد خرج الدم الفاسد منك"، دون أن يعرفوا أن هذه الطريقة تُسمى الحجامة. وكان همهم الأوحد هو إخراج الدم الفاسد، وكانوا يعتقدون أن الرأس هو مصدر هذا الفساد.
بعد قوم لوط، استخدم الإغريق الحجامة ووصفوا طرق استخدامها. وكتب عنها أبقراط وجالينوس. والعرب القدماء عرفوا الحجامة متأثرين بالمجتمعات المحيطة بهم، واستخدموها لعلاج العديد من الأمراض.
وتحدثت الحضارة الصينية بشكل أفضل عن الحجامة منذ آلاف السنين. وكان لهم جانب مختلف، حيث استخدموا كؤوس الهواء واستخدموها على الناشف، وهو ما يعرف بالحجامة الصينية وهي الحجامة الناشفة. ولكن الجديد في الموضوع، الذي أثارته الحضارة الصينية، هو المواقع والخريطة العصبية في جسم الإنسان. فقد حددت نقاطاً محددة في الجسم، ولكل مرض نقاط محددة، وذلك ليس غريباً علينا لأننا نعرف الإبر الصينية التي تعمل بنفس فكرة الحجامة.
بعدها، جاءت الحضارة الإسلامية لتستخدم الحجامة من جديد وأضافت عليها الحجامة الرطبة، استناداً إلى الطب النبوي, حيث وردت أحاديث نبوية كثيرة تدل على استحباب الحجامة وفوائدها. وقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع مختلفة من جسده. وقد قل استخدام الحجامة مع ظهور الطب الحديث. وفي العصر الحديث، عادت الحجامة للاهتمام مؤخرًا كعلاج بديل
موضوع ذو صلة