المشي إلى الخلف ليس مجرد تمرين بدني عادي، بل يحمل قيمة صحية متعددة الجوانب لأنه يعاكس المشي إلى الأمام الذي نمارسه يوميًا. حيث تتعود أجزاء الجسم المختلفة على الحركة في اتجاه واحد، لذا يأتي المشي إلى الخلف ليقدم فوائده العظيمة بتحريك هذه الأجزاء في اتجاه مغاير.
يستفيد من هذه الحركة العديد من الأعضاء والأجهزة في الجسم، وبما أن الناس غير معتادين على هذا النوع من المشي، قد ينظرون إليه بدهشة وإستغراب. لكن في الواقع فإن المشي إلى الخلف يُمارس في العديد من الدول بسبب الإدراك الواسع لفوائده الصحية الكبيرة للجسم.
![]() |
فوائد المشي الى الخلف |
فوائد المشي إلى الخلف
① فوائد المشي إلى الخلف للمفاصل وآلام الركبتين
من فوائد المشي الى الخلف أنه يعمل على تقليل الضغط على المفاصل، وتقوية العضلات المحيطة، وتحسين مرونة المفاصل، وتخفيف الألم والالتهاب، سيما تقليل الضغط على مفصل الركبة والرضفة، مما يساهم في تخفيف الآلام الناتجة عن الالتهابات أو الإصابات. كما أن هذا النوع من المشي يشرك عضلات الكوادس الرباعية الداعمة للركبة، مما يعزز من قوتها ويساعد في الوقاية من الإصابات المستقبلية
② يساهم المشي الى الخلف في نمو بعض العضلات
من أهم فوائد المشي الى الخلف المساهمة في نمو بعض العضلات ولا سيما العضلة القطنية التي تتوضع عند البطن والعضلة الرباعية والعضلات الظنبوبية وكذلك بعض عضلات الكتفين نظرا لانحنائهما الى الامام عند المشي الى الخلف اليكم توضيح كيف يحدث ذلك
• العضلة القطنية: تقع هذه العضلة عند البطن وتلعب دورًا في ثني الوركين. عند المشي إلى الخلف، تعمل هذه العضلة بشكل أكثر فعالية لأن الحركة تتطلب رفع الفخذين تجاه الجذع بطريقة معاكسة للمشي العادي.
• العضلة الرباعية: هي العضلات الأمامية للفخذ وتعمل بشكل مكثف عند المشي إلى الخلف لأن الحركة تتطلب دفع الجسم إلى الأمام من خلال الأرجل.
• عضلات الكتفين: نظرًا لأن الجسم يميل إلى الأمام قليلاً عند المشي إلى الخلف، فتعمل عضلات الكتفين بشكل مختلف للمحافظة على التوازن ودعم الحركة، مما يؤدي إلى تقويتها.
• العضلات الظنبوبية: هذه العضلات تقع في الجزء الأمامي السفلي من الساق وتلعب دورًا هامًا في حركة القدم. وعند المشي إلى الخلف، تعمل العضلات الظنبوبية بشكل أكبر لأنها تساعد في دفع الجسم إلى الأمام وتحافظ على استقامة القدم
③ يُسهم في تحسين التوازن والتنسيق الحركي للجسم
يُشكل المشي الى الخلف تحديًا للأنظمة العصبية المسؤولة عن التوازن والتنسيق الحركي للجسم مما يعزز استقرار الجسم. كما أنه يُساعد على تقوية عضلات متنوعة، بما في ذلك العضلات الألوية والمأبضية والظنبوبية كما ذكرنا أعلاه ،
وبالتالي يُحسن من وضعية الجسم. علاوة على ذلك، فإنه يُحفز أجزاء متعددة من الدماغ، مما يُساهم في تعزيز القدرات العقلية وتحقيق التوازن الجسدي.
④ يقوي العضلات الأولية في المؤخرة والعضلات المأبضية
من فوائد المشي إلى الخلف الصحية تقوية العضلات سيما العضلات الأولية في المؤخرة والعضلات المأبضية خلف الفخذ بطرق متعددة تتضح هذه الطرق من خلال ما يلي :-
- عند المشي الى الخلف تُستخدم العضلات الأولية والمأبضية بشكل أكبر مقارنةً بالمشي الى الأمام، مما يؤدي إلى تقويتها.
- يساعد على تحسين التوازن فيتطلب جهدًا أكبر من هذه العضلات للحفاظ على استقامة الجسم.
- يعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجسم، مما يساعد على تغذية العضلات بشكل أفضل ويعزز من صحتها وقوتها.
⑤ يُسهم المشي الى الخلف في تنشيط الدماغ بطرق متعددة
يُسهم المشي الى الخلف في تنشيط الدماغ بطرق متعددة تتمثل في تعزيز القدرة على التركيز والتخمين، وتحسن القدرات العقلية وتدعم الخلايا الدماغية. كما أنه يُحفز الدورة الدموية في الدماغ، مما يُساعد على تقوية الحواس المختلفة ويُعزز قدرة الدماغ على تحقيق التوازن ورفع معدل الذكاء. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم المشي الى الخلف في تنظيم دورات النوم في الدماغ والتخلص من الأرق.
⑥ يُساهم المشي الى الخلف في علاج آلام الظهر
من فوائد المشي إلى الخلف الصحية المساهمة الفعالة في علاج آلام الظهر من خلال عدة آليات أهمها ما يلي :- - تقوية العضلات الألوية في المؤخرة، مما يُساهم في تحفيف الضغط على العمود الفقري.
- يعمل المشي الى الخلف على تقوية العضلات المأبضية خلف الفخذ، فيُساعد في تحسين الدعم للركبتين والوركين، فينتج عن ذلك تقللت الإجهاد على الظهر.
- إعادة الجسم إلى حالة التوازن الطبيعية من حيث الوضعية والحركة مما يُساهم في توزيع الوزن بشكل متساوٍ فيقل الضغط و الإجهاد على الظهر
⑦ يحرق السعرات الحرارية أكثر من المشي الى الأمام
المشي إلى الخلف يُحرِّق السعرات الحرارية أكثر من المشي إلى الأمام لعدة أسباب تتعلق بالطريقة التي يعمل بها الجسم أثناء هذا النوع من الحركة إليكم بعض الأسباب الرئيسية:૦ يتطلب المشي إلى الخلف جهدًا بدنيًا أكبر، لأن الجسم يستخدم مجموعة من العضلات التي لا تُستخدم بنفس الكثافة عند المشي إلى الأمام. هذه العضلات تشمل عضلات الساقين والفخذين والعضلات الأساسية (core muscles) التي تساعد في الحفاظ على التوازن.
૦ المشي إلى الخلف يتطلب تنسيقًا أكبر للحركة وتحكمًا أفضل في التوازن. هذا الجهد الإضافي يساعد في زيادة حرق السعرات الحرارية لأن الجسم يحتاج إلى استخدام طاقة أكثر للحفاظ على الاستقرار والتوازن.
૦ عادةً ما يؤدي المشي إلى الخلف إلى زيادة معدل ضربات القلب أكثر من المشي إلى الأمام بنفس السرعة. ومن المعروف أن ارتفاع معدل ضربات القلب يزيد من استهلاك الطاقة وحرق السعرات الحرارية.
૦ يُفعِّل مجموعات عضلية مختلفة ويستخدم العضلات بشكل مختلف عن المشي إلى الأمام. هذا التنوع في استخدام العضلات يزيد من الجهد المطلوب وبالتالي من زيادة حرق السعرات الحرارية
૦ يواجه مقاومة أكبر بسبب الوضعية غير الطبيعية للجسم، مما يزيد من الجهد المبذول والطاقة المستهلكة
⑧ المشي إلى الخلف يعزز اللياقة القلبية التنفسية
المشي إلى الخلف يتطلب جهدًا أكبر من المشي العادي إلى الأمام بسبب استخدام عضلات مختلفة وتوازن الجسم، مما يزيد من الجهد القلبي ويعزز اللياقة القلبية الوعائية. هذا النشاط البدني المتزايد يحفز الدورة الدموية، مما يعزز تدفق الدم إلى القلب والأعضاء الأخرى، وبالتالي يساهم في تحسين صحة القلب والرئتين نظرًا لحاجته إلى المزيد من الأكسجين وتنشيط الدورة الدموية بشكل أكبر
نصائح هامة لممارسة المشي إلى الخلف
- أولا ابدأ المشي بالوقوف بشكل مستقيم والكتفين مرتاحين
- حرك أحد القدمين برفق الى الخلف مع الحفاظ على الوزن موزعًا بالتساوي.
- تحرك ببطء وثبات مع تحريك القدم الأخرى للخلف بعد تثبيت القدم الأولى.
- استخدم الذراعين للتوازن للحفاظ على التوازن أثناء المشي الى الخلف
- امش على أرض منبسطة على أن تكون خالية من العوائق التي قد تسبب التعثر.
- ننصح باستخدام جهاز المشي في البداية للتحكم في حركة القدمين والتدرج بالسرعة.
- امش لمسافات قصيرة جدا ثم امش لمسافة أكثر منها مع العلم أن فوائد المشي إلى الخلف لمسافة قصيرة فد تفوق فوائد المشي الى الأمام لمسافات طويلة لبعض أجهزة وأعضاء الجسم .
الخــاتمــة
في ختام حديثنا عن فوائد المشي إلى الخلف نؤكد أن هذا النوع من المشي يحقق جميع فوائد المشي إلى الأمام، مثل تعزيز الصحة القلبية والوعائية وحرق السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تقوية العضلات وتحسين التوازن والمرونة. كما يلعب دورًا في خفض مستوى الكولسترول الضار وتعزيز صحة العظام، ويحسن المزاج ويقوي العضلات ويساهم في تحسين التوازن والاستقرار.
ومن الجدير بالذكر أن المشي إلى الخلف يتميز بفوائد إضافية تتجاوز تلك المرتبطة بالمشي العادي، حيث يساعد في تخفيف الضغط على المفاصل ويساهم في نمو وتقوية العضلات مثل العضلة القطنية والعضلة الرباعية والعضلات الظنبوبية وبعض عضلات الكتفين. كما يحفز الدماغ ويساعد على تخفيف الألم في الركبتين، ويعزز تقوية العضلات الأمامية السفلية للساق والعضلات الأساسية بشكل أكثر فعالية.
وبناءً على ذلك، يمكن أن يكون المشي إلى الخلف جزءًا أساسيًا من روتين التمارين الرياضية لتحقيق الفوائد العظيمة للجسم التي لا يمكن تحقيقها بالمشي العادي إلى الأمام، مما يعود بالنفع على الصحة العامة واللياقة البدنية للجسم بشكل شامل