النقرس: الأسباب، الأعراض ، وطرق فعالة للوقاية والعلاج

النقرس هو أحد أنواع التهاب المفاصل، ويُعرف أيضًا بداء الملوك. يمكن أن يصيب أي شخص، ويحدث نتيجة ارتفاع نسبة حمض اليوريك (حمض البول) في الدم، مما يؤدي إلى تكون بلورات في المفاصل وتسبب آلامًا شديدة فيها. يتميز هذا المرض بنوبات ألم مفاجئة وحادة، وقد يصاحبه تورم واحمرار وارتفاع في درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى الألم عند لمس المفصل. غالبًا ما يؤثر النقرس على إصبع القدم الأكبر، لكنه يمكن أن يؤثر على مفاصل أخرى أيضًا

مرض النقرس
اصابة الأصبع الأكبر ( الابهام ) بداء النقرس 

يكثر داء النقرس بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثين وخمسة وأربعين عامًا، ويظهر لدى النساء بعد سن الخامسة والخمسين. كما أن النقرس شائع بين الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة، رجالًا ونساءً، وهو نادر الحدوث عند الأطفال

أسباب وأعراض مرض النقرس

أسباب النقرس

يحدث داء النقرس بسبب تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل. فيما يلي العوامل التي تساهم في تراكم حمض اليوريك بالتفصيل
① زيادة إنتاج حمض اليوريك
  •  ينتج الجسم حمض اليوريك أثناء عملية تكسير البيورينات، وهي مركبات توجد في بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء، والمأكولات البحرية، وبعض الكحوليات.
  •  قد يكون لدى بعض الأشخاص ميل وراثي لإنتاج كميات كبيرة من حمض اليوريك.
② انخفاض قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك

إذا لم تتمكن الكلى من التخلص من حمض اليوريك بشكل فعال بسبب مشاكل صحية مثل أمراض الكلى المزمنة، فإن هذا يؤدي إلى تراكم الحمض في الدم وترسبه في المفاصل.

③ تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالبيورينات
  •  تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والأسماك الدهنية يمكن أن يزيد من مستويات حمض اليوريك.
  •  المشروبات الكحولية، وخاصة البيرة، تساهم في زيادة تركيز حمض اليوريك.
  •  المشروبات الغازية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، خاصة السكر عالي الفركتوز
  • ­ عصائر الفواكه التجارية التي تحتوي على سكر مضاف، خاصة تلك التي تحتوي على فركتوز
④ السمنة المفرطة

السمنة المفرطة تزيد من خطر الإصابة بالنقرس بعدة طرق:

تؤدي إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك في الدم نتيجة لتكسير البيورينات الموجودة في العديد من الأطعمة

 تقلل من قدرة الكلى على التخلص من هذا الحمض بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكمه وتشكيل بلورات في المفاصل.

 ترتبط السمنة بزيادة الالتهابات في الجسم، مما يمكن أن يزيد من حدة نوبات النقرس

૦ الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على المفاصل، مما يزيد من الألم والتورم المرتبطين بالنقرس.

⑤ بعض الحالات الطبية

بعض الحالات الصحية التي ترتبط بارتفاع نسبة حمض اليوريك، مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وأمراض القلب، بالإضافة إلى متلازمة الأيض، قد تزيد من خطر الإصابة بالنقرس.

⑥ بعض الأدوية والعلاج الكيميائي

 بعض أدوية العلاج الكيميائي يمكن أن تسبب النقرس بسبب:

  • تحلل الخلايا السريع: أدوية مثل البرنيتوبسين والباكليتاكسيل تدمر الخلايا السرطانية بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة حمض اليوريك في الدم.
  • تأثير على الكلى: بعض الأدوية قد تؤثر على وظيفة الكلى، مما يقلل قدرتها على تصفية حمض اليوريك، ويؤدي إلى تراكمه.
  • بعض الأدوية التي تعمل على رفع مستويات حمض اليوريك في الدم. مثل مدرات البول والأسبرين
⑦ التاريخ العائلي لداء النقرس

وجود تاريخ عائلي للإصابة بالنقرس قد يشير إلى ميل وراثي لدى بعض الأشخاص لإنتاج كميات كبيرة من حمض اليوريك، بالإضافة إلى حالات نادرة من الأمراض الوراثية التي تؤثر على كيفية معالجته

⑧ الجفاف، وعدم شرب كمية كافية من السوائل

عدم شرب كميات كافية من الماء يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك.

⑨ الجراحة وإصابات المفاصل

يمكن أن تؤدي العمليات الجراحية أو إصابات المفاصل إلى نوبة حادة من النقرس، وذلك بسبب زيادة مؤقتة في مستويات حمض اليوريك. كما يمكن أن تسهم العدوى التي قد تحدث بعد إجراء العملية في تفاقم الحالة.

⑩ الضغوط النفسية

التوتر والضغوط النفسية يمكن أن تسهم في حدوث نوبات النقرس لدى بعض الأشخاص

⑪ الجنس والعمر

النقرس أكثر شيوعًا بين الرجال دون سن الستين مقارنة بالنساء للأسباب التالية :-

النساء قبل انقطاع الطمث لديهن مستويات أعلى من هرمون الاستروجين، الذي يساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم

 الرجال قد يكونون أكثر عرضة للعوامل الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة بالنقرس.

 الرجال قد يكونون أكثر عرضة لعوامل نمط الحياة التي تزيد من خطر النقرس، مثل تناول الكحول بكثرة أو تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات.

أعراض مرض النقرس

يتميز داء النقرس بأعراض متنوعة يمكن أن تكون شديدة ومؤلمة. إليكم شرح مفصل بذلك :

⑴ ألم شديد في المفاصل

يبدأ الألم عادةً في إصبع القدم الكبير، ولكن يمكن أن يؤثر على أي مفصل في الجسم، بما في ذلك الكاحلين، والركبتين، والمرفقين، والمعصمين، والأصابع. الألم يكون حادًا ومفاجئًا، وغالبًا ما يزداد سوءًا خلال ساعات الليل.

⑵ احمرار وتورم

يتورم المفصل المصاب بداء النقرس ويصبح مؤلمًا جدًا، وقد يظهر بلون أحمر أو أرجواني. التورم يحدث بسبب التهاب الأنسجة المحيطة بالمفصل.

⑶ الشعور بالحرارة

يشعر الشخص المصاب بالنقرس بسخونة في المفصل المصاب عند لمسه. هذه الحرارة ناتجة عن الالتهاب الذي يرافق النوبة.

⑷ الصعوبة في الحركة

الألم والتورم يمكن أن يحدا من نطاق الحركة في المفصل المصاب. قد يجد الشخص صعوبة في تحريك المفصل المصاب بشكل طبيعي.

⑸ نوبات متكررة

أعراض النقرس تحدث بشكل مفاجئ وغالبًا ما تكون أكثر حدة في الليل وفي ساعات الصباح الباكر مقارنةً بالنهار، لكنها قد تحدث في أي وقت. عادةً ما يصل الألم والالتهاب إلى ذروتهما خلال 12 إلى 24 ساعة، وتبدأ حالة المريض في التحسن خلال بضعة أيام إلى عدة أسابيع، حتى إذا لم يتلقَ العلاج

⑹ تكوين كتل تحت الجلد

تُعرف هذه الكتل بالتوفات، وهي رواسب صلبة من بلورات حمض اليوريك تتشكل تحت الجلد، خاصة حول المفاصل. التوفات قد تكون مؤلمة في البداية ولكن يمكن أن تصبح غير مؤلمة بعد فترة.

⑺ ارتفاع درجة الحرارة

في بعض الحالات، قد يعاني الشخص من حمى خفيفة مصاحبة لنوبة النقرس، مما يشير إلى وجود التهاب نشط في الجسم.

مراحل داء النقرس

يمر النقرس بأربع مراحل رئيسية هي :- 

المرحلة الأولى: ارتفاع حمض اليوريك

في هذه المرحلة، تكون مستويات حمض اليوريك في الدم مرتفعة ولكن دون ظهور أعراض واضحة. يمكن أن تستمر هذه الحالة لسنوات دون أن يشعر الشخص بأي مشاكل، ولكنها تمثل بداية لخطورة تطور النقرس إذا لم يتم التعامل معها

المرحلة الثانية: النوبة الحادة للنقرس

تبدأ الأعراض بنوبات مفاجئة من الألم الشديد في المفاصل، وغالباً ما يكون إصبع القدم الكبير هو الأكثر تأثراً، مصحوباً بتورم واحمرار. تستمر النوبات عادة لعدة أيام. النوبات الحادة تحدث نتيجة تراكم بلورات اليورات في المفصل، مما يسبب التهاباً حاداً.

المرحلة الثالثة: الفترة البينية

بين النوبات الحادة، قد يمر المصاب بداء النقرس بفترة خالية من الأعراض حيث لا يشعر بألم، ولكن تراكم بلورات اليورات يمكن أن يستمر. خلال هذه الفترة، قد تحدث نوبات جديدة إذا لم يتم علاج الحالة بشكل مناسب.

المرحلة الرابعة: النقرس المزمن

إذا لم يتم علاج النقرس بشكل مناسب، يمكن أن يتطور إلى نقرس مزمن حيث تتكرر النوبات بشكل متزايد وتصبح أكثر شدة، مما يؤدي إلى تلف دائم في المفاصل والأنسجة المحيطة. في هذه المرحلة، يظهر النقرس الحصوي، حيث تتراكم بلورات اليورات بشكل مزمن في المفاصل، مما يسبب تآكل العظام وتلف الأنسجة المحيطة، ويعرف أيضاً باعتلال المفاصل النقرسي

مضاعفات النقرس

يمكن أن يؤدي النقرس إلى عدة مضاعفات إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. فيما يلي أبرز مضاعفات النقرس :

  1.  التهاب المفاصل المزمن: النوبات المتكررة قد تؤدي إلى التهاب مزمن وتلف دائم في المفاصل، بالإضافة إلى تشوهات في المفاصل.
  2.  اعتلال وظيفي في الكلى: في الحالات الشديدة، قد يؤدي تراكم حمض اليوريك إلى تلف في وظيفة الكلى
  3.  تكوين حصى الكلى: يمكن أن تتشكل حصى الكلى نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك في الكلى
  4.  الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يرتبط النقرس بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
  5.  تراكم الحصيات في المفاصل: قد يتسبب تراكم الحصيات في المفاصل في حدوث تلف في المفاصل والعظام والغضاريف، حتى إذا لم يصاحبه ألم.
  6.  تكوين كتل صلبة (التوفات) : يمكن أن تظهر كتل صلبة تُعرف بالتوفات في الأصابع، واليدين، والقدمين، والمرفقين، والأذنين، بسبب تراكم بلورات حمض اليوريك تحت الجلد

تشخيص داء النقرس

التشخيص الشامل لداء النقرس يتضمن استخدام عدة طرق لتأكيد الحالة وتقييمها بدقة . فيما يلي الطرق المستخدمة في تشخيص داء النقرس :-

تحليل الدم

يتم قياس مستويات حمض اليوريك في الدم. مستويات مرتفعة من حمض اليوريك يمكن أن تشير إلى النقرس، ولكنها ليست وحدها كافية للتشخيص النهائي لأن البعض قد يكون لديه مستويات مرتفعة دون أن يعاني من النقرس.

الفحص السريري

يتضمن تقييم الأعراض السريرية مثل الألم، والتورم، والاحمرار في المفاصل، وكذلك مدى تأثير النوبة على المفصل. يمكن أن يعطي الفحص السريري مؤشرات مهمة على وجود النقرس.

التاريخ المرضي

مراجعة التاريخ المرضي للمريض تشمل معرفة ما إذا كانت هناك نوبات سابقة، ومدى تكرارها، وأي عوامل قد تسهم في النقرس مثل النظام الغذائي أو الأمراض الأخرى.

التصوير بالأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو الموجات الصوتية، أو الرنين المغناطيسي

تُستخدم تقنيات التصوير لتقييم حالة المفاصل وتحديد وجود أي ضرر أو تغييرات في الأنسجة والعظام. التصوير بالموجات الصوتية يمكن أن يساعد في رؤية بلورات اليورات في المفصل.

فحص السائل الزليلي تحت المجهر

يُعد فحص السائل الزليلي المأخوذ من المفصل المصاب تحت المجهر لتحديد وجود بلورات حمض اليوريك أفضل طريقة لتشخيص النقرس بشكل دقيق. وجود البلورات في السائل الزليلي يؤكد وجود النقرس

الوقاية من النقرس

تعدد طرق الوقاية من مرض النقرس، وهنا نقدم شرحًا توضيحيًا لكل منها

١- تناول التغذية السليمة

من طرق الوقاية من النقرس تقليل تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات، مثل اللحوم الحمراء، واللحوم العضوية (مثل الكبد والكلى)، وبعض الأسماك مثل السردين والماكريل. كما يُنصح بزيادة تناول الخضروات والفواكه، خاصةً تلك الغنية بفيتامين C. أيضًا، يُفضل تناول الأطعمة الصحية التي تساعد في تقليل مستوى حمض اليوريك في الدم، مثل:

  •  جميع أنواع الخضراوات وبعض الفواكه، والحبوب الكاملة.
  •  الحليب خالي الدسم، ومنتجات الحليب قليلة الدسم، والزيوت النباتية
٢- شرب الماء بكثرة

تناول كميات كافية من الماء يوميًا يساعد في تخليص الجسم من حمض اليوريك، مما يساهم في الوقاية من مرض النقرس

٣- الحفاظ على وزن صحي

يُعد الحفاظ على وزن صحي من وسائل الوقاية المهمة من النقرس. تناول نظام غذائي متوازن يساعد في الحفاظ على وزن مناسب، مما يقلل الضغط على المفاصل. كما أن ممارسة اللياقة البدنية بانتظام تساهم في الحفاظ على الوزن الصحي وتقليل مخاطر النقرس

٤- تجنب الكحول والمشروبات المحلاة

الحد من تناول الكحول، خاصة البيرة، والمشروبات الغازية الغنية بالسكر، وكل المشروبات التي تم ذكرها في قسم أسباب النقرس

٥- ممارسة اللياقة البدنية بانتظام

ممارسة التمارين المعتدلة مثل المشي أو السباحة، تساعد على التقليل من حمض اليوريك (حمض البول)، وتقي من الإصابة بالنقرس.

٦- التوعية والاستشارة الطبية

تهدف التوعية بداء النقرس إلى التعرف على أسبابه وعوامل الخطر المرتبطة به، مما يساعد الأفراد على اتخاذ القرارات الصائبة بشأن استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض أو في حال وجود عوامل خطر

علاج النقرس

علاج مرض النقرس يتطلب استراتيجية متكاملة تشمل النقاط التالية:

1. استخدام أدوية النقرس

تشمل أدوية النقرس مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وأدوية خفض حمض اليوريك. يجب أن يحدد الطبيب المختص نوع الأدوية وجرعاتها بناءً على حالة المريض ونتائج التشخيص.

2. تجنب مسببات النقرس

من المهم تجنب العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك، والتي تم ذكرها في قسم أسباب النقرس

3. تطبيق طرق الوقاية

يجب الالتزام بجميع طرق الوقاية من النقرس المذكورة في هذا المقال للحفاظ على مستويات حمض اليوريك ضمن المعدل الطبيعي.

4. المتابعة الطبية المنتظمة

تُعد المتابعة المنتظمة مع الطبيب المعالج وإجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات حمض اليوريك وتعديل العلاج حسب الحاجة من العوامل الأساسية لتحقيق الشفاء والتعامل الفعال مع داء النقرس

صحتك 360
صحتك 360
تعليقات