تظهر أعراض التوحد عادةً في السنوات الأولى من حياة الطفل، وتختلف شدة المرض ووقت ظهوره من طفل إلى آخر. وعلى الأرجح، تظهر الأعراض من سن الرضاعة حتى قبل نهاية السنة الثالثة من عمر الطفل.
التوحد هو اضطراب تطوري يؤثر على النمو العصبي والسلوكي والاجتماعي للأفراد, ويؤثر على طريقة تعامل الفرد مع العالم من حوله , ويُعرَف بإسم اضطراب طيف التوحد ( ASD) ويُعتبر التوحد طيفًا لأنه يشمل على مجموعة متنوعة من الأعراض التي تظهر بأشكال مختلفة وبدرجات متفاوتة لدى الأفراد المصابين بالمرض.
 |
| الصورة تعبر عن أحد أعراض التوحد |
أعراض التوحد
تختلف أعراض التوحد وأنماط السلوك المرتبطة به من طفل لآخر ولكن قد توجد معظم هذه الأعراض في معظم أطفال التوحد في هذا المقال، سنستعرض أبرز 8 أعراض تدل على التوحد وأنماط السلوك المرتبطة به :-
❶ صعوبات في التواصل الاجتماعي: أبرز أعراض التوحد
يواجه الأطفال المصابون بالتوحد تحديات متعددة، ومن أبرزها العقبات في مجال التواصل الاجتماعي منها :-
- لا يستجيب طفل التوحيد عند مناداته بإسمه وقد يبدو أنه لا يسمع في بعض الأوقات.
- يعاني من ضعف التواصل البصري وتعبيرات الوجه.
- التأخر في الكلام أو عدم القدرة على الكلام وقد يفقد ما أكتسبه من كلمات.- يُعد التأخر في الكلام أو عدم القدرة على الكلام من أكثر الأعراض شيوعًا لدى أطفال التوحد -
- صعوبة المشاركة في المحادثات.
- تكرار الكلمات أو الجمل مع عدم معرفة كيف يستخدمها.
- نبرة صوته غير طبيعية؛ وقد يستخدم صوتًا رتيبًا.
- صعوبة فهم الأسئلة والتوجيهات البسيطة.
- تفضيل العزلة والبقاء وحيدا.
- صعوبة الإستجابة للتواصل الجسدي، كالتقبيل والعناق.
- يعبر بوجهه تعبيرا لا يتناسب مع الموقف
- يتجنب التواصل البصري مع الآخرين
❷ صعوبات في التفاعل الاجتماعي
◾ يفضل اللعب وحيداً ( ينسحب الى عالمه الخص )
- يركز الطفل المصاب بالتوحد على لعبة واحدة أو نشاط واحد لفترة طويلة مثل ألعاب التركيب أو الألغاز أو الرسم أو القراءة لفترة طويلة دون الحاجة إلى تفاعل من الآخرين.
- يكرر بعض الأنشطة أو السلوكيات مثل تكرار أصواتاً أو كلمات أو حركات معينة أثناء اللعب.
- يفضل اللعب في مكان هادئ بدون ضوضاء أو تفاعل من الآخرين.
- يتجاهل محاولات الآخرين للعب معه وقد يتجاهل محاولاتهم للانضمام إليه.
- صعوبة في تكوين علاقات مع الآخرين.
◾ يواجه صعوبة في فهم مشاعر الآخرين والتعبير عن مشاعره تجاههم
يُعدّ فهم مشاعر الآخرين من أهمّ أعراض التوحد التي تميّز الطفل ذو التوحد، حيث يوج صعوبة في فهم مشاعر الآخرين نحوه مثل :
- تعبيرات الوجه أو لغة الجسد أو نبرة الصوت التي تعكس المشاعر.
- التعبير عن مشاعره نحو الآخرين بالكلمات أو تعبيرات الوجه أو لغة الجسد
❸ السلوكيات المتكررة
૦ يقوم طفل التوحد بحركات متكررة، مثل الدوران أو رفرفة اليدين
૦ يقوم بأشكال حركية غريبة، مثل السير على أصابع القدمين أو حركات غير متزنة
૦ يركز على لعبة واحدة أو نشاط واحد لفترة طويلة.
૦ يكرر أنشطة أو سلوكيات معينة.
૦ يهتم بأشياء محددة.
૦ يميل إلى التحكم في البيئة وقواعدها.
❹ إظهار سلوكيات عدوانية وانفعالية
يختلف الأطفال المصابين بالتوحد في القيام ببعض السلوكيات العدوانية والإنفعالية وفقا لشدة ومستوى التوحد لدى كل طفل منها : -
❺ تحديات في الانتباه والتركيز على مهمة واحدة
من الأعرض التي تظهر على الطفل المصاب بالتوحد الصعوبة في توجيه انتباهه وتركيزه على نشاط واحد لفترة زمنية معينة. فقد يكون لديه ميل إلى التشتت بسهولة بسبب المؤثرات الخارجية أو الداخلية، مما يجعل من الصعب عليه البقاء في حالة تركيز مستمرة على شيء محدد.
ومن الأمثلة على هذه التحديات◾ صعوبة في اتباع التوجيهات والإرشادات
◾ قد ينبهر بجسم أو نشاط ما بحماسة زائدة
❻ الصعوبة في معالجة المعلومات الحسية
- من أعراض التوحد التي تظهر على الطفل أنه يكون حساسًا بشكل غير عادي تجاه الضوء والصوت واللمس، وعلى الرغم من ذلك لا يبالي للألم أو الحرارة.
- قد تكون لديه تفضيلات معينة من الأطعمة، مثل تناول القليل من أكل أطعمة معينة فحسب أو رفض تناول الأطعمة ذات ملمس معين.
❼ الصعوبات في المهارات الحركية
وهذا يعني أن الأطفال الذين لديهم التوحد قد يواجهون تحديات تتعلق بتطوير واستخدام حركات الجسم الدقيقة والكبيرة بشكل فعال. هذه الصعوبات يمكن أن تظهر بطرق مختلفة وتؤثر على جوانب متعددة من حياتهم اليومية.مثل:-
- عدم تنسيق أو توازن الجسم أثناء الجري أو القفز.
- صعوبة في الحفاظ على التوازن أو التحكم أثناء ركوب الدراجة.
- صعوبة تسلق السلالم أو اللعب في الملاعب.
❽ أعراض التوحد على الجهاز الهضمي
يُظهر الأطفال الذين يُعانون من التوحد استعدادًا أكبر للإصابة بمشكلات طبية تتضمن أعراضًا معدية معوية، مثل الإمساك والإسهال، وألم البطن بالمقارنة مع أقرانهم.
في الوقت ذاته، يميل العديد من الأطفال الذين يُعانون من التوحد إلى اتباع أنماط غذائية محدودة (انتقائية في الأكل)، حيث يفضلون الأطعمة المُعالجة بشكل كبير، بينما يتناولون كميات أقل من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
لكن مع تقدمهم في العمر، قد يشهد الأطفال المصابون بالتوحد تحسنًا ملحوظًا في حالتهم وتقل أعراض التوحد, ويصبحون أكثر تفاعلًا مع الآخرين . ونرى أن بعض الحالات ذات الأعراض الخفيفة تتمكن من عيش حياة طبيعية أو شبه طبيعية.
ومع ذلك تبقى بعض التحديات قائمة, و قد يواجه بعض الأشخاص صعوبات في المهارات اللغوية والحسابية أو الاجتماعية، بينما قد تزداد المشاكل السلوكية والانفعالية لدى البعض الآخر في مرحلة المراهقة.
لذلك، من المهم تقديم الدعم والرعاية المستمرة للأشخاص المصابين بالتوحد على مدار حياتهم
انتشار التوحد
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه يعاني طفل من كل مائة طفل من التوحد. ويمثل هذا التقدير رقماً متوسطاً ويختلف هذا المعدل من دراسة إلى أخرى
الخــاتمة
في الختام، يمكن القول إن التوحد يظهر من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض، منها صعوبات في التواصل الاجتماعي، وصعوبات في التفاعل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة، وإظهار سلوكيات عدوانية وانفعالية، وتحديات في الانتباه والتركيز على مهمة واحدة، والصعوبة في معالجة المعلومات الحسية، والصعوبات في المهارات الحركية، ومشكلات في عملية الهضم.
مواضيع ذات صلة
⏩اضطراب طيف التوحد: الأسباب، الكشف المبكر، التشخيص والوقاية
⏭علاج التوحد ونصائح هامة للوالدين والقائمين على رعاية وحماية الطفل
